بسم الله الرحمن الرحيم
من جمال بن فريحان الحارثي
إلى كل مسلم ومسلمة غيور على دينه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلانية،
قال تعالى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ). [الأحزاب: 70].
وقال جل ذكره : (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ). [الحشر: 18].
وفي الحديث، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: (
تقوى الله وحسن الخلق )، وسئل: عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: (
الفم والفرج ) أخرجه الترمذي (2004) وغيره، وصححه الألباني ثَمّ (2089)، وصححه أيضاً في "صحيح الترغيب" (2642،1723).
وبعد:
فإن مما حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو أعلم بما ينفع وما يضر لأمته صلى الله عليه وسلم، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ). متفق عليه.
وقد وجه الله تعالى خطاباً محذراً النساء فيه من أن يفتنّ الرجال، فقال جل وعلا: (
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً ).[الأحزاب: 32]
وإن كانت الآية الكريمة تخاطب نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عن أمهات المؤمنين؛ إلا أنه في حق غيرهن آكد، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
وبعد هذه المقدمة
أقول:
على الإخوة في كل منتدى وموقع من مواقع الشبكة العنكبوتية {الانترنت}، سواءً الدعوية وغير الدعوية.
أن يتقوا الله، وألاَّ يخاطبوا الفتيات بالعبارات اللطيفة، والعاطفية، والناعمة، و الجيّاشة، و المثيرة للـ.... وذلك بمراسلتهن عبر الرسائل الخاصة بذاك المنتدى أو هذا، أو عبر البريد الالكتروني، أو عبر الردود، أو عبر المسنجر سواء كتابةً فيه أو محادثة.
و ألاَّ يتحدثوا معهن في مواضيع الزواج، ويُمنُونهن بالزواج ـ على طريقة بيع سمك في بحر ـ، وقد يعمد البعض إلى ذلك؛ تلاعباً بعواطف القوارير، وأن لا يكثروا ويتوسعوا معهنّ في الكلام الزائد عن حد الأدب وحد الموضوع الذي بين أيديكم؛ إن لزم التحدث معهنّ في موضوع لابد من الكلام معهنّ فيه.
وأن لا تُلْقوا على إحداهنّ أسئلة خصوصية؛ شخصية تتعلق بشخص تلك الفتاة.
واعلموا؛ أنه ليس كل فتاة ترغب في التحدث مع الرجال، وليس كل من تحدثت مضطرة؛ كانت راغبة في التحدث، أو التوسع في الحديث.
وأقول: أترضى أن يتحدث أحد مع أمك؟ مع ابنتك؟ مع أختك؟ مع زوجتك؟
فإن لم ترض ذلك لنسائك؛ فاعلم أن الناس لا يرضونك أن تخاطب أمهاتهم، ولا بناتهم، ولا أخواتهم،ولا زوجاتهم، عبر أيّ وسيلة.
ثم أقول للنساء، والفتيات خاصة:
اتقين الله ولا تتعرضنّ للكلام مع الرجال الأجانب منكنّ، ولا تكنّ من صويحبات الفتنة في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم المتقدم (
ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ).
وإن اضطررتنّ للحديث كتابةً أو كلاماً مع الرجال، فليكن في حدود الشرع، وفي حدود ضيقة، وإن رأيتنّ منهم التوسع في الحديث أو المراسلة؛ فلا تسمحوا لهم في ذلك، و اغلقوا باب الرجعة عليهم، فإن الرجل إن لم يجد الاستقبال والرغبة من المرأة في ذلك؛ فإنه لن يستمر ولن يعود.
وفي الختام أقول:
إنني أعني ما كتبتُ، ولم أكتب من فراغ، وإنما هي حقيقة ومعاناة تعانيها بعض الفتيات المسلمات العفيفات، فنصرة للدين، ودفاعاً عنهنّ، ومن باب "
انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً".
وذلك بردع الظالم عن ظلمه وتعديه على الآخرين؛ وهذا نُصرة له، أو بالدفاع عن المظلوم ورد الظلم عنه.
هذا، وأسأل الله العلي القدير أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، و ان يجعله صواباً موافقاً للحق، وبالله التوفيق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
كتبه
جمال بن فريحان الحارثي
16/1/1426هـ