(( ولد الإنسان ليعيش..لا ليمنع الناس من العيش ))
الحرية ... كلمة عظيمة تحمل في طياتها معانٍ كثيرة ، وآمال طفولية عطرية ، افتقدها العالم بشدة وحنت إليها الشعوب،هي مطلب انساني ، واهم واغلى مايملك الانسان ، واعظم مايهم البشر ، وفي هذه الحياه تتعدد مفاهيم الحرية ، فهناك حرية الرأي وحرية الأختيار وحرية اتخاذ القرارات والحرية الشخصية حتى نصل في نهاية المطاف إلى حرية الشعوب ، لكن رغم تعدد الحريات فإن المطالب واحدة ، حيث ان الحرية بمختلف مفاهيمها ومعانيها الجليلة تتطلب من حاملها ان يصونها ، وان لايتعدى بها على حرية الآخرين ، أو ان يستخدمها كغطاء لأفعال مشينة سيئة ، وكل ذلك يكون تحت شعار الحرية والتحرر.
ان الحرية التي نفتقدها اليوم والتي تحن اليها انفسنا وتدنو اليها انظارنا هي حرية الوطن الني نجد فيها حرية المواطن ، لان الانسان الحر في وطن حر كالطائر المحلق في عنان السماء، يطير ويجوب في ظل غيومها ، ويخوض في غمارها وطياتها دون وجود حائط يصطدم به ، أو حفرة يقع فيها ، أو ان الحرية كالواحة الغناء في جوار نهر ترتوي منه حتى تطفيء ظمأءها وتبل عروق شجرها ونخلها ، دون ان ينضب ذلك المنهل أو ان يقل ؛ لكن اين الواحة ؟ واين النهر ؟..
ان العالم العربي الآن كالطفل المشرد دون مأوى ، أو كالمسافر الغريب التائه في قلب صحراء جرداء قاحلة ، لا يجد ماء يشربه فيطفيء به نار عطشه وظمأ روحه ، أو شجرة يستظل بها من لهيب نار شمس كالتنور المشتعل ، إن العالم العربي في شتى بقاعه يحتاج إلى الحرية التي لن تكتمل إلا بتحرير أرض المقدس من وطأة الاستيطان الصهيوني ، ذلك المرض الذي ينخر في جسد الأمة الإسلامية ، ويبدد عقائدها ويشتت مبادئها وتشريعاتها . كما يجب تحرير كل مواطن عربي لا يرضى ولا يقبل بنظام كاذب وحاكم فاجر خائن ، يحكم كي يبقى إلى الأبد ولكن ليس ليعمر ويبني اجيالاً على الحب والمودة ، فينهب الثروات ، يستنزف الطاقات ، وينتهك الحرمات ، ويقتل احلاماً لم تولد بعد ، لكن صرخه لسان كل عربي ستصل إلى اعلى مسامع العالم من مشارقه إلى مغاربه فلن تكون حريته شمس غابت بعد نهار أو ظلام ساد بعد شعله نار ، بل رفض في وجه كل حصار وكل استعمار ، وكل حاكم فاجر غدار بإذن الواحد القهار، فبعونه نعيد إلى العطر كل الأزهار الذابلة ، ونحيي شعله نار من شرارة زائلة ، نعم انها الحرية......انها الحرية الأبديه
وماتوفيقي الا بإذن الله...