مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > المجلس العــــــام

المجلس العــــــام للمناقشات الجادة والهادفة والطروحـــات العامة والمتنوعة

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2006, 04:45 AM
snker snker غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 3
معدل تقييم المستوى: 0
snker is on a distinguished road
كلمة حق.................................؟؟

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون



الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك على صفوته وخيرته من الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى إله وأصحابه الطبيبين الطاهرين، وعلى اتباعهم ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين.

أما بعد...



سلام الله عليك ورحمته وبركاته.

أسأل الله العظيم الجليل الكريم المنان، بديع السموات والأرض باسمائه الحسنى وصفاته العلى؛ كما امتن علينا وعليكم بهذا اللقاء، كالبينان المرصوص؛ نصلي خلف إمام واحد، أسأله جل وعلا بجوده وكرمه أن يجمعنا وإياكم في ساحات العز لتحرير أراضي المسلمين من اليهود والنصارى وأوليائهم، أسأل الله العظيم أن لا يجعلنا ممن يقول ولا يفعل، أسأل الله العظيم ان يجعلنا ممن إذا أدعى محبة الله صدق ذلك بالفعل والعمل.

أيها الاحباب...

دائما - وسنبقى بحول الله جل وعلا - نكرر محاولة الكشف عن أزمة الأمة اليوم، هل هي أزمة علم؟ هل هي أزمة عدد؟ هل هي أزمة مادة؟


الجامعات من سنوات تقذف بالآف [الخريجين كل عام].


الأموال الطائلة [موجودة، وأضخم الثروات هي ثروة المسلمين].


اما الأعداد؛ فليس مثلنا يحصي ما بلغت إليه أعداد شباب أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

عجبا وربي! ان كثيراً من المثقفين والأدعياء ما زالوا يدورون في حلقة مفرغة، ما زال العدو - كل يوم - يرسل رسالة ايقاظ وتنبيه، ونرى البعض ما زال في استخفافه بالله وتضليله لعقول الأمة، مقدما حلول الوباء، حلول الخنوع والركون والخضوع.

للاسف مع كثرة طلبة العلم اليوم، [لا] نجد من يفكر، [لا] نجد من يذكر بالعاقبة القريبة التي ستحل نصرا للمؤمنين وخذلانا للكافرين.

لكن يا ترى متى يكون ذلك؟

اسمع بيانا إلهيا عظيما يبين الله عز وجل فيه كنه بعض النفوس المقفولة، وما هو سر التخاذل.

ليس قلة علم، ليس قلة مادة، ليست قلة كتب، ليست قلة حلقات، هناك أسرار وأوباء وأمراض شخصها رب العالمين، اسمع قول العظيم، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}.

بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ}؛ ليس لأمريكا، وليس للقرارات العالمية الدنيئة التي يدنن بها بعض الخطباء؛ (ندعو صناع القرار)! ما درى أن صانع القرار؛ [هو الله] جل وعلا العزيز الغفار.

{لِلَّهِ الأمر مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ}؛ يوم من أيام [الله]، في عهد المخاص الآن، عهد الظلمة، عهد التخذيل، عهد المنافقين الذين ما خلت منهم حتى بعض المنافذ الإعلامية أو غيرها.

من صبر على اللأواء وعلى الإيذاء وعلى البلاء - حتى النفسي - يوما من الأيام - والذي فطر السماء - ليفرحن بنصر الله، {يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}؛ وعد!

متى تتشرب [النفوس] معاني هذه الآيات؟ هل تتشربها إذا سادت "لا إله الا الله" الشرق والغرب؟ لا! تتشربها الآن، الوعود الربانية لا يتبين الموقنون بها من المخذلين إلا في عهد الضيق والشدة، [في تلك العهود يجب] التذكير بوعد العظيم.

{وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ}؛ إن وعدت أمريكا اليهود بمنحهم القدس كعاصمة منذ عشرات السنين، ووفت الخائنة أمريكا وعدها، فإن الله أوفى وأكرم، ويوم من الأيام سوف يتبؤ المجاهدون الصادقون الغيورون الذين صبروا واتقوا؛ قمة القرار العالمي، لا يمكن أن يخلف وعد الله كما لم تخلف النصارى وعدها اليهود - وعد بلفور (...) وشرم الشيخ وغيرها –

لنا وعد عظيم، أين من يخرج هذه الوعود من الأدراج إلى الواقع؟

{لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}؛ للأسف مع أن القرآن موجود، إلا أنهم {لَا يَعْلَمُونَ}، تحدثهم عن العقيدة، يقول: (سمعنا، أعرف العقيدة!)، لكن {وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ}، يعني سماعاً إيمانيا قلبياً يقينياً واقعياً، أولئك {شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ}، أولئك هم المنافقون.

يقرأ القرآن من الدفة إلى الأخرى، ليس في قلبه عزة ولا شموخ ولا تفائل ولا تقديم ولا بذل، وهؤلاء هم المنافقون.

وبعض من ينسب للعلم والدعوة - للأسف - لما كُلم عن اليهود، قيل [له]: (ما عذرنا عند الله، علماء وطلاب علم أو دعاة؟ نحن صناع القرار لأن معنا [الله] لا (...) ولا ننتظر القرارات الدولية)، قال: (يا إخوان! ما تدرون هؤلاء معهم أمريكا)! هذا منطق منافق بنص القرآن.

{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ}، بعض الناس يقول: (فقط للرسول)؟! لا! {وَلِلْمُؤْمِنِينَ} أيضا.

ولكن، من هم الذين {لَا يَعْلَمُونَ}؟ القرآن يفسر بعضه بعضا، إنهم المنافقون، وهم اكثر الناس، {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، عندهم علم لفظي، يحفظون آيات وأحاديث، لكن كـ {الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً}.

تطبيق؟ عزة؟ شموخ؟ صدع بالحق؟ ما عندك إلا أبطال الخنادق، أسأل الله ان يجعلنا منهم.

لذلك {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}؛ انظر للاستدراك الرباني؛ الآية بعدها {يَعْلَمُونَ}، لكن ماذا؟ {ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، "أمريكا معها قوات الدمار الشامل! معها المخابرات العالمية!".

وسبق أن ذكرنا كلمة مخجلة حدثنيها طالب علم، قال: (يا أخي - والله – إن "البنتاجون" ما يستطيع الذباب يمر من فوقه)! والله إنه [كاذب] {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}، عدم اليقين! الغفلة! ما عنده إيمان بأنه سيقف بين يدي الله، ما عنده إيمان بالمصير والعاقبة، وإلا ما نطق بهذا الكلام.

وهؤلاء يسميهم [القرآن؛ منافقون] وإن تسموا بالدين زورا وبهتانا وتخذيلا.

انظر وصف الله لهم؛

{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ}؛ يتفرجون! تماثيل! يتمسلمون بالكلمة! يتقمصون قمص العقائد والتوحيد! لكنهم تماثيل، عمل [لا] يعملون.

{الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ}؛ هذه ما نزلت في اليهود والنصارى، نزلت في مسلمين جالسين يتفرجون.

انظر الشك والريب؛ {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ} إذا غدا انهزمت أمريكا واجتث الله جذورها كما اجتث فرعون في ثواني [سترى المنافقين يصفون معك، يريدون] محلات من الأعراب، يريدون يكونون "مرفوع"، ولكنهم "مخفوض" و "مجرور" و "مكسور".

{فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ اللّهِ}؛ ([أما] كنا نصلي معكم؟)، ([أما] كنا ندعي معكم؟)، ([أما] كنا نوحد معكم؟).

{وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُم مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

قصة أفغانستان، قبل أشهر، يوم ضرب إخواننا هناك؛ فتنة من الله، والله قد يختار ويصطفي [ويبتلي]، والله قد بين أنه قد يصيب عباده المؤمنين، لماذا؟ ليتميز المنافقون.

{وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ}؛ أفغانستان ما حسمت إلى الآن ولكن جاء فترة كان لأمريكا نصيب، ما قال؛ "كل النصيب"، أو "نصر"، نصيب وقتي (...) بدأ يدندن بعض المتعالمين المنافقين، يقول؛ (انظر الوثنين)! والله يا إخوان لو أن المجاهدين عجل الله نصرهم لوجدت من هؤلاء من يأتي [يتلون] يلتصق [ب] المجاهدين ليعتز بهم.

[ان] القرآن، [نازل في ذاك] الزمان ومدلوله في كل زمان كان.

لذلك في "سورة الروم" في آخرها - انظر التناسق العظيم في آخر السورة مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم - {فَاصْبِرْ}، على ماذا؟ على هؤلاء الثقلاء الجفاة الاغبياء النزلاء.

{فَاصْبِرْ}؛ مهما خذلوك، مهما احبطوك، مهما عوقوك.

{إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}؛ وعد الله حق، ولكن...

{وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ}؛ [يوجد] قوم [ليس] عندهم يقين، [تقول] له: (والله الذي لا إله الا هو لتجز رؤوس طواغيت الأرض على يد أولياء الله)، ولكن على [فراش] من الجماجم والأشلاء، لأن الله يريد أن يصطفي، الله يريد أن يختار، الله يريد أن يكرم بعض أولياءه بجنة عرضها السماء والأرض، فما جماجمنا وما أشلائنا وما دمائنا إلا فداء لدين الله.

ولذلك للأسف ان سحرة فرعون؛ لما أسلموا، في اللحظات الأولى قذف من اليقين في قلوبهم ما هو أعظم من يقين الذين نشؤوا في الحلقات عشرات السنين، قدموا أرواحهم، ما قالوا؛ "ندخل في محارب فرعون! نستعمل معه الضرورة والمصلحة! نستعمل معه وقت الضعف في العهد المكي! نخنع رؤوسنا"! ولكن ماذا قالوا؟ {فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}، ما زالوا في اللحظات الأولى من الإيمان ما تزعزعوا ولا تراجعوا، وكانوا طليعة النصر، فذهبوا إلى جنة عرضها السماء والأرض.

ليست المادة كل شيء، ولم نسمع نصاً واحداً قط في الكتاب ولا في السنة يبين أن المادة هي المعيار في الانتصار، بل المعيار أن نفعل ما في استطاعتنا، حتى لو لم نجد إلا تراب وجب أن نقذف [به] في وجه العدو، لا تعجب! فعل ذلك محمد صلى الله عليه وسلم يوم بدر، أخذ حفنة تراب ثم اشاح بها في وجه القوم فولوا الأدبار.

موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام صدع بالعقيدة، {إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً}؛ بعض الناس يقول؛ "لا تهيج الأشخاص! لا تتكلم على ذوات "بوش" وفلان والمنافقين"! يا أخي [هذا] من صدق التوحيد.

بعضهم يقول؛ "الدعوة [حتى الآن لم تبلغ الغرب]"؛ إلى الآن الخريجون والدعاة ما بعد وضحوا الدعوة للغرب الذي يقول؛ الإسلام أعظم ملة؟!

العجيب؛ في الستينات أو قبلها - ميلادي - في أيام الجولان السورية، لما سلمت غدرا لليهود، بدأ السوريون النصيريون على بالهم [يرهبون] اليهود، فاخرجوا في مقالات، من ضمنها جاءوا وقالوا: "ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم [قال]؛ ستقتلون اليهود حتى يقول الحجر؛ يا عربي! هذا يهودي خلفي تعال فاقتله"، في الغد أخرجت إذاعة اليهود؛ "لا! هذا ليس كلام محمد - عليه الصلاة والسلام - محمد قال؛ حتى يقول المؤمن".

وهم الآن [في] الغرب، عندهم يقين بعقائدنا أعظم من يقين سواد كثير من الأدعياء.

ولذلك موسى عليه السلام لما صدع بالحق وبين واعذر، في مواقف معدودة، بين لفرعون؛ [أن الخالق والملك] هو الله، [في] الدنيا والاخرة، فلما أظهر الحق وبين ما بين، جاء أمر الله في المفاصلة.

وهذا إلى الآن ما عملناه، نجد في جبين كل واحد منا نوع ذلة ووصمة العار، لماذا؟ إلى الآن ما سلكنا الطريقة الأولى والخطوة الأولى من خطوات النصر، وهي مفاصلة الأعداء.

فأمر الله، لأن موسى عليه السلام [ليس] معه قوة تواجه فرعون، ماديا [لا يوجد] أي مكافئة ولا مقارنة ولا مقاربة، هل قال؛ "يا موسى أنتم معذورون"؟! بل أمر الله موسى أن يخرج بعباده، [فقال له]؛ {اضْرِب}، اسلك الخطوة الأولى والباقي على الله، {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}، لا [تعارض بـ] عقلك، [فتقول]؛ "من أنا؟! لو أواجه أمريكا ستأتي وتضرب، وتفعل، وتفعل،"!

نعم! انما تسلط الأعداء و [قواتهم] على الذين لا يوقنون، وهم الذين يذهبون حطب الحروب، اما من قدم وضحى؛ فإما شهادة وإما نصر وعز.

فخرج موسى بقومه لا يدري أين يذهب، لكن فعل الذي أُمر به، وما هذا الأمر إلا انتقال إلى خارج تلك البلاد، فلحق بهم عدو الله فرعون وقومه الذين استخفهم فرعون - والمستخفون كثر في كل زمان ومكان - ما كان يعلم ولا يهتدي أين يذهب، لكن ينتظر موعود الله جل وعلا، ما شعر موسى وقومه إلا والبحر أمامهم، وقفت جموع أصحاب موسى، وهم قلة ليسوا بشيء مقابل جيوش فرعون التي تملء السهل والبر، فلما نظر بنو إسرائيل ما معهم قوة، لا يستطيعون المواجهة، فنطقت ضعفاء بني إسرائيل {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}.

مثل واقعنا الآن؛ أمريكا في بالنا قد أحاطت البحر الاحمر، الخليج العربي، البحر الهندي، المحيطات، {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ}، نفس الصورة تتكرر.

فماذا قال موسى عليه السلام؟ كلمة تعتبر نبراس يرسمه أنبياء الله للاتباع في كل زمان ومكان، {قَالَ كَلَّا}، ما قال؛ "لا! اصبروا، احرك عقلي! افكر كيف!"، (...)، قال كلمة ربانية عظيمة {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}، ما معه مادة يواجه بها فرعون، فأراد الله أن يُري الخليقة عبرة، آية، نصر الله موسى ومن معه وقومه لا بسيف ولا برمح ولا بقنبلة ولا بشيء، نصرهم بعصا، فكانت هذه العصا هي التي رسمت - بإذن الله - طريق النصر في القصة المعروفة.

العجب من قصص موسى عليه السلام؛ لما تواعدوا يوم الزينة مع فرعون، جاء موسى ما معه إلا أخاه هارون، اثنان مسلمان، وأما فرعون فمعه الجيوش والجنود والسحرة، فلما جاء موسى إلى الميعاد وإذا واد أفيح مليء بالسحر الذي يبهر العقول {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى}، واد كامل كله مليء بالأسحار والحيات والعقارب، أمور لا تحتملها عقول البسطاء، موسى عليه السلام ما معه أي قوة، إنما معه عصاه، {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى}.

[لماذا] أنا وأنت نخاف، ونحن الاعلون بـ "لا إله الا الله".

[أنت] مأمور [أن] تفعل السبب [المقدور عليه، أما] الذي [هو] خارج القدرة [فلست مأمور بتحصيله] لا شرعا ولا عقلا.

{إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}، ونحن نقول؛ لن تفلح أمريكا حيث أتت.

فلما وضع موسى عصاه انقلبت [حية عظيمة]، يقول بعض المفسرين؛ من عظمة الحية أن فكها الأسفل في الأرض وفكها الأعلى في السحاب، {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ}، في ثواني {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.

[نعلم أن] لا إله الا الله؛ توحيد، ألا نعلم أن لا إله في القوة إلا الله، لا إله في الكيد والمكر إلا الله، لا إله في العزة والعلو إلا الله، لا إله في الحكم المطلق والقرارات المطلقة إلا الله.

والله إن العجب لا ينتهي، إذا فصلنا بين التوحيد النظري والواقعي التطبيقي، إن توحيد لا يدعو إلى عزة [مستمدة من] الله عز وجل فليس بتوحيد، {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ}، يا باحثين عن العزة [لا تلتمسوها] في الشرق ولا في الغرب، {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}، كل العزة؛ السياسية، الشخصية، العسكرية، الخَلقية، {لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}، {فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} مكر الأعداء في بوار.

(...) لكن إذا وجدت جماعة من الجيل المسلم الرباني الذين يصدعون بالحق ويفاصلون الأعداء (...) ويجهرون بالتوحيد، ولو على حساب الرقاب.

بعضهم يقول؛ "نحن في أشبه ما يكون بالعهد المكي"؛ [وهذه شبهة باطلة]، لكن فرضاً وجدلاً نقول؛ في العهد المكي صدع الصحابة بالتوحيد، صدعوا بمحاربة الأصنام، (...)، اعلنوا الكفر بالطاغوت، ونزلت {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، إن كنا كما تزعمون في العهد المكي.

مع أن هذا الاستدلال خاطئ من أصله، لأن العهد المكي - باتفاق العلماء - لا يمكن أن يشمل الأمة بصورة عامة، مستحيل منذ أن نزلت {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}، فقد ارتفع عهد العصر المكي، ولكن قد يُبتلى بالضعف في اقليم دون اقليم، وشعب دون شعب، أما أن يسود هذا الحكم عموم الأمة، [فلا، فالدين محفوظ، والجهاد] ماض إلى يوم القيامة، كلام نبوي (...) واضح، جلي، فصيح، بسيط، بيّن، "ماض"؛ يعني الاستمراية، ولكن قد يخلو من اقليم دون اقليم، أما ياتي زمان [يسقط فيه الجهاد، فهذا تكذيب لحديث] الرسول صلى الله عليه وسلم.

ثم يأتينا أدعياء، سقطاء، جبناء، ثم يقولون: "لا! ليس ماض إلى يوم القيامة، الآن وقت دعوة"، فينسخون بعقولهم الزائفة المنتنة كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، الله يقول: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}، [وهم يقولون؛ "لا لم ] يكتب علينا"! "ماض إلى يوم القيامة"!

لا! بل ان دعيا - حسيبه الله، لا داعي لذكره، عامله الله بما يستحق - قال في مجمع فيه الآف الناس: (لا جهاد قبل المهدي!)، [هل] أصبحنا رافضة؟! (...) حسيبه الله، الذي افترى على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ارضاء لعبيد الدنيا، [هل] أصبحنا رافضة؟! [هل] أصبحنا شيعة؟!

ولكن متى يأتي النصر؟ متى يأتي التمكين؟

بشروط (...)، للأسف نرى الجموع في المحاضرات واللقاءات كثر، لكن إذا جاءت ساحات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما وجدت إلا [نفر] قليل (...) {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ}.

والكلام على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحتاج وقت آخر، وإطالة، وإسهاب، لان أول أسباب انتصارنا على العدو؛ أن نطبق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وارجعوا إلى سورة آل عمران، لما بين الله {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ...}، حتى قال {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ}، خير أمة بماذا؟ (...) بالالقاب؟! بالاسماء؟! (...) أم بالعمل؟ {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}، خير أمة لأنكم {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}، جعل الإيمان بالله [بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]، كل من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر قطعاً هو مؤمن - إذا كان احتسابا طبعاً - وليس كل من آمن فهو أمر بالمعروف وناه عن المنكر.

بعد تلك الآيات؛ اسمع الربط بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والانتصار على الأعداء؛ {وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ * لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ}؛ إن أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر، أوله الصدع بالكفر بالطاغوت - وعلى رأسه قرارات هيئة الأمم –

والله إنا لنعجب إذا رأينا الخطباء لا يتكلمون عن هيئة الأمم؛ أعظم هيئة طاغوتية في العصر الحديث، ما ضرب الإسلام في بقعة إلا تحت مظلة هيئة الأمم، وقراراتها معروفة مشهورة، لما لا نعلن حربها و [نصدع بذلك]؟!

بعضهم يقول؛ "وماذا نستفيد؟!"، انظر السطحية! يا أخي أنت لا تعلم والله يعلم، الله أمرك أن تصدع.

في إبراهيم وقومه قال: {إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}؛ انظر البراءة من الأشخاص والذوات قبل الاصنام - سواء الحسية والمعنوية –

{وَبَدَا بَيْنَنَا}؛ لا بد تُبدي وتُظهر وتُعلن العداوة والبغضاء، بملء فيك تنطق بها ولو [لم] معك قدرة، أقل القدرة الكلمة، أبداً بأن لا تقبل المفاوضات ولا التنازلات ولا الوسائط، ولا (...).

[إبراهيم كان] فتى غريبا في عصره، ليس معه قوة، لما صدع بالحق أحرق بالنار، لكن لما احرق هل قال؛ "ما معي [طاقة!، أنا] بذلت جهدي وأهرب"؟! كلا! لما علم الله صدقه - عليه الصلاة والسلام - أمر الله النار أن تكون بردا وسلاما.

وأنا أعدك؛ إن نطقت بالحق موقناً صادقاً واثقاً بالله سوف يقلب الله المحن في طريقك منحاً.

وأخيراً؛ أعجب كل العجب ممن يدعي تعظيم الله جل وعلا، [ثم] يُعظم قوة الأعداء أعظم من الله.

يا إخوان! إذا كانت أمريكا وأوربا واليهود والمنافقون لا يخافون العظيم الذي بيده مقاليد السموات والأرض، ما عرفوا قدر العظيم، كيف يليق بي وبك إذن أن نعيرهم اهتماماً وأن نخاف منهم؟!

اسمعوا قول الخليل الذي أُمر نبينا باتباع ملته، محمد عليه الصلاة والسلام أُمر أن يتبع ملة ابراهيم، انظر ماذا يقول؟ كلمات نور وملة حنيفية للكفار أصحاب الجبروت وملك الدنيا، بملء فيه؛ {وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ}، كيف أخاف قنابلكم؟! كيف أخاف [جيوشكم]؟! كيف أخاف أسلحتكم؟! {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً}.

انظروا [المقارنة]؛ {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}؛ أنا أو أنت إذا انتصرت [بلا إله إلا الله] الذي له العزة والمكر والكيد والأمر والخلق، انا أحق بالأمن أم الطواغيت الذين لا يؤمنون بالله جل وعلا؟ إذا كانوا يستهينون بكلام الله و [يتجرؤون] على قوة القوي الجبار [الذي هو أقوى منهم] ومن جبروتهم.

{فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ}؛ والظلم هو الشرك وما في معناه، وأعظم الشرك أن نشرك أمريكا [في الحكم، فيصير الحكم ليس دون] هيئة الأمم، أليس هذا طعن في القرآن؟ ثم ينقلون الأدلة ويؤلونها، فالويل لهم يوم يأتي فرج الله من عقوبة العظيم جل وعلا.

[يقولون؛ "هذا العمل فيه مصالح"]، هذا موقف المنافقين الذين يؤمرون أن يكفروا بالطاغوت ويريدون أن يتحاكمون إليه بزعم المصلحة، {إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً}؛ "نحن ما نريد أمريكا تهجم علينا"! (...)، {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً}.

الكلام يطول، والموضوع اطول، ولكن أيها الاحباب - والذي لا إله غيره - (...)، لو حققنا مراد الله جل وعلا بالصدع بالحق، متوكلين على الله، معتقدين أن السماء لو اطبقت على الأرض - والله - لن يمسنا سوء إلا بإرادة الله جل وعلا، ما لم نبلغ هذه الحقيقة – والله - ما ننتصر.

ذروني أن ابين مثال صغير بسيط عابر، مع إني سمعته اليوم للأسف الشديد، بلغني ذلنا وجبننا وخورنا، والله ما أعني أصحاب هذا المسجد والذي لا إله غيره، جزاهم الله خير الجزاء، ولكن اعطيك مثال؛ أئمة مساجد فضلاء، نحبهم في الله بدون شك ولا ريب، من العاملين الصادقين ولا نزكيهم على الله، بلغ من خوفنا أن بعضهم إذا قام متكلم، لم يقم ينشر دعارة مثل الأطباق الفضائية، ولا قام لينال من الله كتركي الحمد وغيره من الملعونين، ولا قام في فتنة، ولا يتعرض لذوات وأشخاص، إنما يقوم ليفضح طواغيت الأرض والكفار الذين يهددون هذه البلاد جهاراً نهاراً، بعض الأئمة - بكل بساطة غفر الله له - [يمنعهم من الكلام]، يقول؛ "المصلحة تقتضي"!

هذا مثال فيما نحن فيه يا إخوان، إذا الأطباق الفضائية تنضح بالكفر واللواط والزنا [فكيف] المسجد، نحجبها عمن أراد أن يتكلم، متى ننتصر؟!

يا إخوان؛

إن قليل من العمل مع توحيد وعقيدة وصدع وخشية من الله، أبلغ من جبال عمل لأناس لا يقدرون قوة الله حق قدره.

وعموماً؛ اعلموا أن هذا الطريق مملوء بالتضحيات، الله هو الذي أوصلنا إلى هذا الحد من الخنوع والذل، لاننا [كنا] ممن خان فلسطين، حتى الكلمة لم نتكلم، ستين عاماً ما أحد - في علمي - نطق غير عبد الله عزام رحمه الله ورفع درجاته في عليين، ما أعلم احدا غيره نطق؛ "إن فتح فلسطين فرض عين"، أطهر البقاع بعد الحرمين، لم يتكلم أحد في وجوب حتى مجرد الاعداد لقتال اليهود، [أنى] ننتصر؟! ثم نرقع ونجد الاعذار لهؤلاء المتخاذلين، أنى لنا [أن] ننتصر؟! لذلك الآن نُهدد بالتقسيم، (...)، جهارا نهارا، رغم انوف الجميع؛ "سنقسكم بلادكم!".

قال عزام رحمه الله، قبل سنين كان يأتي هنا ويحاضر ويعض ويذكر، والله بالنصوص - اشهد في علمي ليس بالهوى (...) - أخيراً لما رأى من قلة المستجيبين، لا اقول؛ من عدمهم فيمن استجاب، وهم قلة، قال [رحمه الله]: ({وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ}، اليوم أفغانستان وغدا "عربستان")! وصدق، {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُم مِّنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، [لذلك] الله عز وجل ابتلانا بهم لينظر إيماننا وبذلنا وتضحيتنا.

قال الله؛ {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ}؛ كان يرسل عليهم حجارة من سجيل - وان كانت أمريكا - {وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ}؛ إذا أُبتلي بعضنا ببعض وذهب بعض الأخوة ليضحوا، يأتيك بعض الأدعياء؛ "يقول مساكين الشباب [يدسون] بأنفسهم في المهالك"! قاتله الله، ما سمع قول الله {الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ}، {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ}، الله يريد أن يتخذ منا شهداء.

وثقّ! إذا [لم] تقدم روحك أنت مختاراً سوف يأتي العدو ويرديك، وسوف يصفيك رغم أنفك، والكلام يطول، ولنا عبرة في قصة غلام الاخدود [و] العالم الراهب الذي لما عجز عن مواجهة الموقف بالكلمة فقط، أبى الله إلا أن [يقتل]، ويقتل راهباً لا راغباً، هرب من الموت في الصحراء وجاء أجله، هروبه ما نفعه، بينما الغلام، الطفل، الفتى، الشجاع بقوة الله، لما تقدم وصدع بالحق؛ أبى الله أن يقتل إلا برغبته، حتى ما قُتل حتى هو عرض طريقة قتله، وبفضل الله ثم ببركة سعيه وصدعه - مع قلة علمه - آمنت معه أهل [نجران]، وكلهم في ميزان حسناته، شهداء عند الله يوم القيامة، و [ذكر] الله قصته في الكتاب والسنة.

يا إخوان! الخطب من سنوات، والظروف من أعوام، لكن أين من يصدع بالحق؟ أين من يفاصل كل من يتولى القرارت العالمية الدولية الجائرة الظالمة؟

أسأل الله العظيم أن يجعلنا وإياكم من أنصار الإسلام، أسأل الله أن يكون جلوسنا هنا رباطا نؤجر فيه أعظم الاجر، أسأل الله العظيم - ثقة بعزه وعظمته ووعده ونصره - أن يكفينا وإياكم شر الأشرار وكيد الفجار، وأن يبلغنا يوم النصر عاجلا غير آجل، نسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان على أحسن حال، ونسأله تبارك وتعالى أن يجعله شهر نصر وعز وفرج لإخواننا المجاهدين والمأسورين والجرحى والمبتلين والمظلومين في كل مكان، أسأل الله أن يعيذنا من الزيغ والفتن، أسأل الله جل وعلا أن يرد كيد أمريكا في نحرها، أسأل الله الذي شفى صدور بني إسرائيل في فرعون أن يشفي صدورنا عاجلا غير آجل في أمريكا وأولياء أمريكا.

اللهم غنا نعلم انه لا يخلف وعدك، ولا يهزم جندك، قولك الحق {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}، اللهم فأجعلنا من الموقنين والعاملين والمخلصين والثابتين حتى نرى نصرك، اللهم أعذنا من شر نفوسنا والهوى والشيطان وشر كل ذي شر، اللهم أجمع كلمتنا على الحق حتى نلقاك، اللهم إنا نسألك أعلى منازل الشهداء، اللهم عجل شفاء الصدور في اليهود والنصارى والمنافقين والعلمانيين والأدعياء وتركي الحمد يا ذا الجلال والإكرام، اللهم كن لإخواننا في كوبا، اللهم كن لهم نصيرا، اللهم قد قلت من فوق سبع سمواتك يا عزيز، يا من لا يرد وعدك، يا من لا يخلف وعدك، قد قلت: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ}، اللهم قد تولى الكافرون بعضهم بعضا، اللهم فتولى عبادك المؤمنين، اللهم تولى عبادك الموحدين، اللهم تولى عبادك المجاهدين، اللهم كن لهم وليا وناصرا، اللهم عجل فرجهم في أقصاع الأرض يا قوي يا عزيز، اللهم أريتنا حلمك على الطواغيت، اللهم أرنا بطشك بهم يا قدير إنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء، اللهم أرحم ضعفنا، اللهم أجبر كسرنا، اللهم عجل نصرنا، اللهم ثبت أقدامنا، اللهم أغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين، اللهم أكفنا شر أعدائك بما شئت.

اللهم من كان حاضراً يريد الخير واستماعه، اللهم فاجعله من الذين اهتدوا وزده هدى، اللهم ومن كان من الحاضرين دسيسة على الخير وأهله، اللهم فعجل هدايته ليكون عينا للحق وأهله، وإن لم تعلم هدايته، اللهم فاقصم ظهره عاجلا غير آجل، اللهم افجعه في شبابه، اللهم افجعه في حياته، اللهم اجعله يتمنى الموت فلا يجده، اللهم عجل سخطك عليه، اللهم فجر جمجمته تحت الناقلات والشاحنات، اللهم اجعله يتمنى الموت فلا يلقاه، اللهم اجعله عبرة لاعدائك يا ذا الجلال والاكرام، ونشهدك يا رب [إن] هدايتهم أحب إلينا، اللهم فبصرهم بمخططات الأعداء، اللهم اجعلهم عونا على التقوى لا ضد التقوى، اللهم اعدهم إلى سيرة اجدادهم صحابة رسولك صلى الله عليه وسلم، اللهم أخرجهم من النفاق إلى النور، اللهم أخرجهم من الظلمات إلى النور، اللهم اجعلهم أعينا على الأمريكان وعلى اليهود وعلى تركي الحمد وعلى شراب الخمور واللوطية والزناة يا ذا الجلال والاكرام، لا إله الا أنت، لا يرد من دعاك يا خير من دُعي وخير من اجاب.

اللهم ما وقفنا الا رجاء في وعدك وأنت القوي العزيز، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم اعزنا بعزتك، اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا، اللهم عجل فرج إخواننا في كوبا، اللهم لا تجعل لأحد من خلقك منة في فرجهم يا ذا الجلال والاكرام، اللهم اجعلهم للمتقين إماما، اللهم [انهم ما] كانوا فريقا رياضيا خاسرا ولا فريقا فنيا ظالما ولا مغنين يضلون الأمة ولا لوطية ولا زناة، اللهم إن كنت تعلم انهم خرجوا من أجل "لا إله إلا الله"، اللهم فارحمهم بـ "لا إله إلا الله"، اللهم أقر أعين والديهم بالفرج القريب، اللهم اجعلهم قادة للحق وأهله، اللهم اجعلهم للمتقين إماما، اللهم لا تؤاخذنا بتخذيل السفهاء، اللهم لا تؤاخذنا بتخذيل الأدعياء، اللهم لا قوة لنا على نصرهم إلا بك، اللهم تولهم ياولي المؤمنين يا ولي المتقين يا ولي المجاهدين يا ولي الصابرين، اللهم أربط على قلوبهم في ظلمات كوبا، اللهم نور قلوبهم بنور الإيمان يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم حرم هذه الوجوه على النار جزاء هذا التواضع والاصغاء والانصات، اللهم ارزقنا وإياهم جميعا بلوغ [ليلة القدر]، اللهم ارزقنا فيها أفضل عمل يرضيك عنا يا عظيم يا خير من دعي وخير من اجاب، اللهم أجعلنا من خيرة الشهداء في سبيلك، اللهم لا تحرمنا منازل الشهداء في سبيلك، اللهم لا تفتنا، اللهم لا تمتنا على فرشنا، اللهم أِمتنا في خير موطن تحبه، اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى في خير موطن تحبه، اللهم يا ذا الجلال والإكرام اجعل من جمامنا سلما لعز دينك بعز عزيز أو بذل ذليل يا من لا يرد من دعاه.

لا إله الا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وأخيراً؛ نقطة مهمة:

أيها الاحباب، فإن تقبيل الرؤوس والثناء بما لا يليق، هو الذي دمر شخصيات كثيرة، لسنا بأزمة قبلات رؤوس ولا في أزمة ثناء، [لكننا] في أزمة دفع واندفاع وعمل للحق، نسأل الجميع بالله أن لا يفتنوا عباد الله عز وجل، فإن لم يكونوا عونا لهم على الحق فالحذر كل الحذر أن يكونوا فتنة لمن أراد أن يقول خيراً.

ابن مسعود رضي الله عنه تبعه جماعة من الناس؛ فزجرهم ونهاهم وقال: (لا تفعلوا، فإنه ذلة للمتبوع وفتنة للتابع)، ولعل في الإشارة خير من ألف عبارة.

غفر الله لكم، وأسأل الله أن يجعل اجتماعنا اجتماعا مرحوما، وتفرقنا بعده تفرقا معصوما.

وصلى الله وسلم وبارك على خيرته من خلقه وصفوته من أنبياءه ورسله؛ نبينا محمد وعلى إله وصحبه أجمعين.

والحمد لله أولا وآخرا ظاهرا وباطنا، لا إله غيره وحده، لا شريك له الحكم وله الحمد، وكلنا إليه راجعون وإليه المصير، وإليه يرد الأمر كله، له الحكم وكلنا إليه راجعون.

غفر الله لنا ولكم، وأسألكم بالله بأن تسألوا الله لنا ولكم جميعا الثبات، وكل من دعى لأخيه بظهر الغيب؛ أوكل الله به ملكا يقول؛ (ولك بالمثل)، غفر الله للجميع.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى إله وأصحابه أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-01-2006, 09:09 AM
خالد المحفوظي خالد المحفوظي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 1,686
معدل تقييم المستوى: 21
خالد المحفوظي is on a distinguished road

جزيت خيرا اخي الفاضل snker على ما قدمت

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-01-2006, 09:31 PM
snker snker غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 3
معدل تقييم المستوى: 0
snker is on a distinguished road

واياك اخوي خالد المحفوظي
ومشكور على تشريفك
وكل عام وانت بخير

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اللقاء المفتوح مع الرئيس الفخري لشبكة مجالس العجمان الامير سلطان بن سلمان بن حثلين مجالس العجمان مجلس اللقاءات والانجازات 61 03-07-2008 03:51 PM
كلمة الله في صحراء الجوف تكونت حروفها من 4 نخلات, سبحان الله راكان اليامي مجلس البادية والاحوال الجوية 17 06-10-2007 02:27 PM
ياما حلا نجران..كلمة هله ماجور(*(صيعرية)*) بالصوت Fried مجلس قصائد قيلت في قبيلة العجمان ويام كافة 5 04-01-2006 11:14 PM
كلمة رائعة للملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله (صوتياً) قلب الأسد المجلس العــــــام 4 04-10-2005 08:53 AM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:44 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع