هذاا اعجوبتك الشيخ نبيل العوضي من مجموعتك الماسيه الحدسيه (حدس)
ماذا قال نبيل العوضي في فتاوي العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم :
ما قاله الشيخ الفاضل نبيل العوضي
وذلك في حلقتهِ ساعة صراحة عن الرقية الشرعية ولبس الجن للإنس , ولا شك أنَّ هناك من خالف في هذه المسألة من العلماء , بأن الجنَّ لا يلبس الإنس , ولكن الخلاف هذا ليس قوي جداً لدرجة أنَّ الشيخ الفاضل نبيل العوضي يخرج علينا في قناة الرأي ويضرب أقوال العلماء الناصرين لهذا القول عرض الحائط ويسفه آراء العلماء وعلى رأسهم أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والجماعة .
فكلنا يعلم حادثة ابن حنبل عندما أتاه رجل يشتكي لأخيه الجن , فأعطاه ابن حنبل نعله فقط , فطاب أخو الشاكي من مس الجن .
مع احترامي الكامل للشيخ نبيل العوضي , ولكن كما سفَّه رأي ابن حنبل ومناصريه , فليسمح لي بأن يرى منِّي بعض الشدة , وطبعاً قياس مع الفارق بينه وبين ابن حنبل الذي قام بتسفيههِ نبيل العوضي .
وهنا سُئل الشيخ العلامة محمد بن صالح العُثيمين رَحمَهُ الله عن تلبس الجن , فأجاب :نعم هناك دليل من الكتاب والسنة ، على أن الجن يدخلون الإنس ، فمن القرآن قوله – تعالى - : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) قال ابن كثير -رحمه الله- : " لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه ، وتخبط الشيطان له " ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه )
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة : " إنهم – أي أهل السنة – يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع "واستدل بالآية السابقة
وقال عبدالله بن الإمام أحمد : " قلت لأبي : إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه )
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي ، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " : اخرج عدو الله ، اخرج عدو الله " ، وفي بعض ألفاظه : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " فبرأ الصبي
فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة ، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف ، والواقع يشهد به ، ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك ) ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 293 ، 294 )
يا شيخنا الفاضل نبيل , أنت خلطت خلطاً عظيماً , فلم تحترم آراء العلماء وسفهتهم واستخففت بهم على حساب الشهرة والمخالفة , فخالفت بذلك كبار العلماء الذين لن تصل لكعب رجلهم ولو طلبت العلم سنين , فخانتك مشاعرك بتلكم الفعلة المتواضعة علمياً .
فإن أصغر طلبة العلم يعلم علم اليقين بأن الأمور المُختلف بها لا يُسفه أصحابُها , فأنت بحديثك الضاحك والساذج وبضحكاتك في حلقتك مع المريضة التي استضفتها , لا تعدو كونك مُستخف بهم , ووجدت الكامرة ونسفت جهود من لا تعدل عندهم الذر !
وهنا أذكرك , أنت قد فتحت على نفسك باب في برنامجك عندما نصرت رأي خرافة دخول الجن للإنس , وذممت بذلك متصدري الرقى , ثم ذهبت وفرَّقت بين الصالح منهم والطالح , ثم حاولت تدراك ذلك ولكن أتاك مالا تحب , فلو تذكرت ماذا قال لك ذلك الدكتور الإستشاري الجويسر في إتصالها عندما ألقمك حجراً وشبهة , فسكت بعدها كالأبله , فالدكتور استخف بالقرآن والرقية وقال لك الجرحى في غزوة بدر وأحد لماذا لم يقرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم القرآن ولم يأمرهم بأن يسترقوا !! , فلم تستطع أن ترد , لأنك أصلا أسقطت نفسك في حفرةٍ قد حفرتها للشهرة فوقعت بها !
فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو الصحابة بأن يقرؤوا على أنفسهم وذلك في حديث سعد بن أبي وقاص عندما كان يُعاني من الحُمى والحديث في البخاري !!!!!!!!!
فالمرض يذهب بالرقية أيضاً , وكذلك الجروح من الأمراض , والآية لا تحتاج إلى تأويل { فيه شفاء للناس }
وقضية تلبس الجن بالإنس , { عن عثمان بن أبي العاص قال استعملني رسول الله وأنا أصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف وذلك أني كنت قرأت سورة البقرة فقلت يا رسول الله إن القرآن يتفلت مني فوضع يده على صدري وقال يا شيطان اخرج من صدر عثمان فما نسيت شيئا بعده أريد حفظه } زاد المعاد لابن القيم الجزء الثالث صفحة 600
والحديث للألباني في السلسلة الصحيحة المجلد السادس , رقم الحديث 2918 .
أتعبت من بعدك يا نبيل العوضي , لقد أسقمك التطاول لدرجة أنك لم تراعي نفسك أمام العلماء الكبار ولم تحترمهم البتة !
ألم تعلم أنَّ للشيخ الألباني شريط كامل في سلسلة الهدى والنور يُقر فيه قضية تلبس الجن بالإنس , وعليك أنت أن تذهب لأي تسجيلات تبيع أشرطته وتشتري ذلك الشريط , فإن مُكلف علي ولا أستخدم الرقية كي أستطيع أن أشتري ذلكم الشريط !
يبدو أنَّ الرقية والتجارة بها من المسترزقة وأصحاب النفاق المتاجرين أذهبوا عقلك فضربت العلماء بعرض الجدار وطولهِ .
وهنا بُشرى يا أستاذنا الفاضل نبيل العوضي , لقد كنت أظنَّ أنك من التيار المتأثر بالمفكرين وبسيد قطب وشلتوت ومحمد عبدو , ولقد بصراحة صُدمت الآن وتأكدت يقيناً .
فإن من يُناصر هذا القول وهو عدم تلبس الجن بالإنس هم :
قال الزمخشري : { وتخبط الشيطان من زعمات العرب ، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع والمس والجنون ورجل ممسوس وهذا أيضاً من زعماتهم وأن الجني يمسه فيختلط عقله وكذلك جن الرجل معناه ضربته الجن } تفسير الكشاف – 1 / 165
ويقول بذلك : الشيخ محمود شلتوت , الغزالي المعاصر .
وجاد الحق علي جاد الحق إمام ومفتي الأزهر قديماً , فقد قال : { أنه لا يوجد دليل قطعي في العقيدة الإسلامية على إمكانية دخول الجن في جسد إنسان وامتزاجهما جسداً واحداً } ولكن على الأقل هو احترم المخالفين , مع العلم بأن الخلاف غير معتبر ولا يُحترم { إنه لهذا من ينكر هذه الإمكانية لا يكفر أو يفسق ، لأنها ليست من العقائد أو الغيبيات } جريدة الرأي الأردنية – العدد 8442 ، تاريخ 2 جمادى الثانية 1415 هـ ، الموافق 6 تشرين الثاني 1994 م .
وكذلك محمد عبدالغفار الشريف في جامعة الكويت يناصر هذا القول { وقضية مس الجن للإنسان أو التلبس به لم يثبت عن أي طريق } مجلة الفرح العدد 42 – مارس 2000 م – ص 30 ، 31 .
ومحمد عبدالغفار الشريف لا يحتاج للتعريف , فهو الذي يقول أنا كويتي قبل أن أكون مسلم , وهو الذي قال عن فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز في تلفزيون الكويت بأنها فتوى تكفيرية , وأنا من سمعه , ولم يصرح باسم الشيخ , ولكن ذكر الفتوى وذمها .
فهؤلاء طبعاً هم من سمع لهم واتبعهم الأستاذ الفاضل نبيل العوضي .
ويذكر ابن تيمية من قام الشيخ الفاضل نبيل العوضي باتباعهم فيقول ( أن المعتزلة هم الذين أنكروا مس الجن للإنس وقد أخطأوا في ذلك ، ومس الجن للإنس ثابت بالكتاب والسنة ) ( مجموع الفتاوى - باختصار - 19 / 9 - 65 ) فهؤلاء أنصار من يرى بعدم تلبس الإنس بالجن .
وللأخ والأستاذ الفاضل نبيل العوضي طائفة من أقوال العلماء الكبار القائلين بدخول الجن للإنس :
{إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون } الأعراف
قال ابن كثير : ( إذا مسهم أي أصابهم طيف وقرأ الآخرون طائف وقد جاء فيه حديث وهما قراءتان مشهورتان ، فقيل : بمعنى واحد وقيل : بينهما فرق ومنهم من فسر ذلك بالغضب ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ) ( تفسير القرآن العظيم – 2 / 267 ) .
وهنا سأعطيك قاصمة تهشم ذلك التهكم والاستهزاء الذي جئت بهِ علينا وخالفت لمجرد المخالفة , فلك حديث البخاري ومسلم :
عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس رضي الله عنه ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا
لها ) ( متفق عليه )
وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن .
قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري – 10 / 115 )
يبدو أنَّ المس قد أصابكم يا نبيل العوضي , ولكن هذه المرة ليس مس الجن , بل قد مسك الجهل من رأسك إلى أخمص قدميك .
وهنا أيضاً سأهديك قول الألباني في السلسلة الصحيحة من تعليقهِ على حديث اخرج يا شيطان من صدر عثمان , فقال الألباني رحمهث الله :
يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - ( وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918 .
أمَّا قضية الضرب يا نبيل العوضي , فلم تُنصف بها كسابقاتها , فلازلت أقول أنك تخلط , وتخلط , ثم تخلط , فلماذا تحكم على السفهاء الذين يضربون من غير داعي وضرب السنة التي أقرها الإسلام بمواضع معينة وبحدود !
وكما أسلفت حادثة ابن حنبل عندما أعطى أخو المريض نعله وقال اذهب بها لأخيك !
وكذلك سأضع لكم أثراً في فتح الباري يقول فيه :
قال محمد بن سيرين : ( كنا عند أبي هريرة – رضي الله عنه – وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال: بخ بخ ، أبو هريرة يتمخط في الكتان ، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجرة عائشة مغشيا علي ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ، ما بي إلا الجوع ) ( فتح الباري – 13 / 303 )
فعلق على ذلك الشيخ فهد السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة : { والشاهد من الأثر : قول أبي هريرة " فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون "
ويقول الدكتور الفاضل : أن وجه الدلالة إن من مر من الصحابة رضوان الله عليهم بأبي هريرة كان يظنه مجنونا فيضع رجله على رقبته لأن من علاج الجن وإخراجهم الضرب
فهذا الأثر يدل على معرفة الصحابة – رضوان الله عليهم – لصرع الجن للإنس ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 121 ، 122 ) } .
أيضاً أقول لك , قال الذهبي معقبا على الأثر آنف الذكر : ( كان يظنه من يراه مصروعا ، فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك ) ( سير أعلام النبلاء – 2 / 590 – 591 )
وأيضاً ابن تيمية يقول مقررا دخول الجن في بدن المصروع ( وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ( متفق عليه )
وهذا الذي قاله مشهود ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله وقد يجر المصروع وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ، وينقل من مكان إلى مكان وتجري غير ذلك من الأمور ؛ من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 277 )
يا نبيل العوضي , والله لقد كنت أحترمك كثيراً وأرى فيك الشيخ الجليل الذي يحترم العلماء , وكذَّبت تلك الأقاويل التي قيلت عنك بأنك تلمز العلماء وتُنزل من قدرهم وتطعن بهم , ولكن ليس السماع كالمعاينة , فقد عاينت ذلك بمسألة في مسألة الإنس وتلبس الجن بهِ , وليعلم القارئ , وليعلم كذلك المشاهد البسيط , بأن نبيل العوضي لا يعدو كونه متكلم ويدعو فقط لا غير , أمَّا أن يتطور الأمر بأن يكون طالب علم , فذلك أنا أستبعد كل البعد بعدما سمعت منه ما سمعته على قناة الرأي , فقد سقط كثيراً من عيني , فهو الآن رجل يتخبط تخبطاً سيجني ثمرته من طلبة العلم والمشايخة في الكويت في غيرها , وهو يسعى لذلك , فهو يسعى للشهرة , ولكن الشهرة بماذا !!
بمخالفة العلماء !
لكي يعلم الناس ولا تعجب بحسن الكلام فهناك فرق بين متكلم وبين صاحب علم