أدلة دامغة على كراهية الخميني للعرب
'السلام وليس الإرهاب' عنوان كتاب صدر في أمريكا لأول سفير للجمهورية الإيرانية الإسلامية بالأمم المتحدة
02:55:57 ص 03/07/2008
لماذا رفض الخوميني تأييد حرب أكتوبر ؟
الامبراطورية الفارسية تكره العرب ولغتهم .. والدلائل موجودة !
'نوفيل لوشاتو' هو مقر الخوميني في باريس.. منذ بداية السبعينيات حتي وصوله إلي طهران عقب الاطاحة بالشاه عام ..1979
حول آية الله الخوميني منفاه في هذه المنطقة الراقية من ضواحي باريس التي يطلق عليها اسم 'القصر الجديد' إلي مقر لتصدير الثورة الإسلامية إلي إيران والعالم كله.. اعتمد الزعيم الروحي للثورة الإيرانية علي اختراع حديث هو 'الكاسيت'.. كانت خطبه في الحشود التي تؤيده يتم تسجيلها وتصل إلي إيران حيث أصدر الشاه أوامره بالقبض علي كل من يضبط يستمع إليها.. إلا أن هذا لم يمنع أبداً أن تنتشر في إيران وفي جنوب العراق حيث تتمركز المذاهب الشيعية.
مؤخراً صدر كتاب في أمريكا بعنوان 'السلام وليس الإرهاب' وشارك في تأليفه أول سفير للجمهورية الإيرانية الإسلامية لدي الأمم المتحدة في يناير 1980 وهو منصور فرهنج والذي استقال من منصبه في الخارجية الإيرانية بعد فشله في الإفراج عن 52 رهينة أمريكية احتجزوا في السفارة الأمريكية بطهران لمدة 15 شهراً..
منصور كان صديقاً لمهدي بازركان أول رئيس وزراء في عهد الثورة الإيرانية وأيضا للحسن بني صدر أول رئيس جمهورية إسلامية والذي تم نفيه وعاش في فرنسا بعدما أعلنوا خيانته للثورة الإسلامية!
يحكي منصور في بعض فصول الكتاب أشياء كثيرة عن الخوميني مؤسس الجمهورية الإيرانية الإسلامية وعن أحلامه في تأسيس امبراطورية شيعية كبري.. الخوميني عاش فترة طويلة منفيا في العراق وله أصدقاء كثيرون في بلاد ما بين النهرين لذلك كان يتحدث طول الوقت عن حلمه في أن يمتد النفوذ الإيراني للعراق.
وعندما اجتاح الجيش العراقي إيران في 20 سبتمبر 1980. لم يكن الخوميني ولا قواته يتوقعون الهجوم ونشبت بين البلدين حرب 'الفتاوي'.. الإيرانيون يعدون شهداءهم 'الشيعة' فقط بدخول الجنة. بينما يدعو علماء السنة المسلمون في العراق اتباعهم إلي الموت أو الشهادة.
وظهر من مجريات الحرب عمق الكراهية التي يكنها الخوميني للعرب. وفي شهر يناير 1981 أصدر فتوي أخري لشيعة العراق يحثهم فيها علي الثورة ضد الحرب وعصيان الأوامر العسكرية.. لكن شيعة العراق لم يتحركوا.. أبدي الخوميني تعجبه وقال لبني صدر عجيب أمر هؤلاء العراقيين ألا يوجد بالجيش العراقي شيعة؟!.. وبدأ الخوميني يوجه نداءات شبه أسبوعية للعراقيين مستخدما نفس اللغة التي كان يستخدمها ضد الشاه.. إذن الرجل ليس سياسياً. وسواء كان عدوه هو الشاه الإيراني أو العراقيون العرب فان الخطاب عنده واحد وهو أن هؤلاء كفرة طغاة! وذهب في تشبيههم إلي حد القول بأنهم مثل 'يزيد بن معاوية' ومفهوم طبعاً أن الشيعة يكنون البغضاء للعرب متصورين أن السنة هم الذين قتلوا الخميني الحسين..
يقول منصور إن هناك فريقاً كبيراً من الشيعة يري أن العداء بينهم وبين السنة يعود إلي 'كربلاء' ومأساة الحسين بن علي رضي الله عنه..
المهم أن الحسن بني صدر نصح الخميني الخوميني أن يتوقف عن إصدار الفتاوي للشعب العراقي طالما أن الفتاوي والبيانات السابقة التي أصدرها لم تجد استجابة من العراقيين ولم يثوروا ضد الحرب ..وهذا سيقلل من المصداقية التي ينبغي أن يتمتع بها الخميني والزعيم الروحي.. لكن الخوميني لم يستمع للنصيحة وقال كلاماً غريباً عن الشعب العراقي معناه أنهم من الكوفة علي أية حال..
إذن الخوميني ينظر إلي العراق باعتباره فقط المكان الذي يضم عتبات مقدسة للشيعة. وبالتالي فان الخوميني يهمه أن يتجمع الشيعة معا.
الثورة الإسلامية الإيرانية التي انطلقت مع الخوميني مازالت تهدف إلي أن تمد نفوذها لكل الدول العربية فقد كان - علي حد قول منصور فرهنج - متعصباً لفارسيته بشكل فظيع.
دعونا نراجع آراء الخوميني ومن تبعوه من المتشددين لنكتشف أنه كان ينظر إلي الإيرانيين باعتبارهم جنساً أرقي وأفضل من العرب.. كان دائماً يردد أن الحضارة الإسلامية لم تكن إلا حضارة فارسية فعلماء اللغة والفلسفة والفلك والطب والرياضيات كانوا جميعاً من الفرس.. ومن ثم ظل الخوميني ينظر إلي العرب نظرة دونية محقراً من شأنهم فترة طويلة.
احتقار العرب
الدلائل علي احتقار الخوميني للعرب كثيرة منها انه كان يجيد الحديث باللغة العربية إجادة تامة ومع ذلك رفض أكثر من مرة التحدث مع الصحفيين العرب بلغتهم وكان حفيده مصطفي هو مترجمه.. مصطفي الخوميني توفي في حادث غامض في أصفهان واتهموا بعض رجال الحرس الثوري بأنهم وراء مقتله تنفيذا لأوامر عليا.. علي أية حال كان الخوميني وهو في منفاه بفرنسا يطلق علي الخليج العربي اسم الخليج الفارسي ككل الإيرانيين.. ولما نصحوه ألا يقول ذلك أمام الصحفيين العرب فقال لهم سنسميه 'الخليج الإسلامي'.. وعندما تولي الخوميني السلطة. ذكروه بالتسمية التي اقترحها للخروج من مأزق المفاضلة بين الخليج العربي أم الفارسي. فقال لهم ليذهب العرب إلي الجحيم.
كراهية الخوميني للعرب كانت واضحة عندما كان مستعداً للذهاب لمنفاه الأول بالعراق عام 1973 واقترح عليه بعض مريديه أن يصدر بياناً يشد فيه أزر المسلمين الذين يواجهون اليهود في معركة مصير فقال هل هذا الجيش به شيعة؟ فقالوا له لا نعتقد ذلك؟ فرد عليهم إذن لماذا أصدر البيان؟ ثم هل نسيتم ان الشاه عدونا صديق مقرب للسادات؟..
احتقار العرب كان واضحاً في كل تصرفات الخميني الراحل آية الله الخوميني الأمر الذي عكس قناعة راسخة لديه بأن العرب أقل منه منزلة وأدني درجة..
والدلائل كثيرة كما قلت.. فقد أراد عدد من القادة العرب مقابلته أثناء اقامته في منفاه بنوفيل شاتو وذلك لتنقية الأجواء بينه وبين الشاه وإحداث مصالحة بين رجال الدين والسلطة المدنية. لكن الخوميني رفض مقابلة القادة العرب - ومنهم القذافي - ولكنه وافق فقط علي لقاء الرئيس ياسر عرفات لانه لم يكن رئيساً آنذاك وكان الخومينيون يرون فيه رمزاً للطهارة والنقاء الثوري.. لذلك كان عرفات أيضا المسئول العربي الوحيد الذي ذهب للجمهورية الإسلامية في أول تأسيسها. وأطلق الإيرانيون عليهم لقب 'الملائكة' وعندما اكتشفوا أن رفاق عرفات لا يستيقظون فجراً لأداء الصلاة. بدأ البرود يعتري العلاقة بينهم. أما عندما انضم عرفات إلي مؤيدي صدام حسين في الحرب العراقية - الإيرانية وفي احتلال الكويت. فقدت منظمة 'فتح' مكانتها لدي إيران..
وفي بداية الحرب العراقية - الإيرانية جاء إلي إيران 12 زعيماً عربياً 'منهم قادة الخليج' للتوسط لإنهاء الحرب بين الجارتين المسلمتين. لكنه رفض مقابلتهم.
احمدي نجاد الرئيس الإيراني الحالي ورث الكثير من صفات الخوميني في احتقار العرب. لكنه أكثر منه مكراً فهو يتحدث إلي الشعوب العربية باستمرار ويحظي بشعبية لأنه يلعب علي خيبة أمل الناس.
العرب - كما يقول كتاب السلام وليس الإرهاب - يتصورون ان إيران عدو أمريكا.. وهذا غير صحيح.
إيران علي استعداد تام للتفاهم مع أمريكا وتطبيع العلاقات معها إذا اعترفت لها بدور في الخليج.. كلينتون وخاتمي كادا يتصالحان عام 2000 لكن رافسنجاني والمرشد آية الله علي خامنئي رفضا.. وانتهت رئاسة خاتمي عام 2003 وعندما جاء نجاد تقدم بنفس الاقتراح - الذي كان خاتمي وكلينتون قد بحثاه - إلي الرئيس بوش. لكن الكاوبوي الأمريكي كان في أوج انتصاره المزعوم في العراق وأفغانستان وأعلن بوش أن هدفه القادم هو إيران!
يؤكد عدد من الخبراء الذين أدلوا بآرائهم في الكتاب أن مصالحة بين إيران وواشنطن تبدو أكثر احتمالاً إذا ما فاز أوباما ويسترشدون في ذلك بما أعلنه المرشد الأعلي للثورة الإيرانية علي خامنئي الذي قال 'إن خلافنا مع أمريكا ليس دائماً. لكن لم يحن الوقت بعد'..
ودعونا نتكلم بصراحة النظام الإيراني لا يهتم بقضايا العرب إلا بما يخدم مصالحه.. فحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي سيحرم إيران من أهم حجج تدخلها في المنطقة.. وعندما تعرض موقع سوري لقصف طائرة إسرائيلية سارعت طهران إلي نفي أي مسئولية لها عن الموقع وقال المتحدث باسمها لا شأن لنا بما حدث ولا تعليق عندنا!!
بنفس النظرة لا يقلق الإيرانيون إذا ما تعرض لبنان لاجتياح إسرائيلي. تدمير لبنان سيزيد الغضب العربي ضد إسرائيل. وسيحسن من صورة إيران باعتبارها المدافعة عن الوطن العربي.. كلما نجحت إيران في استفزاز إسرائيل وشن حرب شفوية ضدها. كسبت تعاطفاً وأرضاً في العالم العربي.