اللسان حصان و لا فروسية بلا حصان

[ابن وعيل]

(الكلام ببلاش) مثل يتردد كل يوم عن من يروي خبرا او يدعي امراً
دون ان يثبت ما ادعى و يؤكد بالقرائن ما روى
و من هنا تأتي سرعه انتشار (الشائعه) أو توافق الناس عرفاً
على تسميتها بالــ (اشاعه)


فالراوي يعلن صراحة انه لا يتحمل مسؤليه ما سمع ثم قام بترداده
و كون ( الكلام ليس عليه جمرك ) فأن الشائعه تنتشر انتشار النار في الهشيم
فتصيب من سمعه الكثيرين مقتلاً و كرامه البعض ومنهم ابرياء تبلى بعطل دائم
نتيجه اشاعه خبيثه تناقلها الناس همساً بين اروقه المقاهي و نوافذ الازقه
وكم من فتاة حصينه عفيفه تناقلت اخبارها (الهمسات) فقضت على مستقبلها
و كم من عائله سعيده تهدمت تحت مطارق الالسن


من المتعارف عليه و المعترف به ان الثرثرة مرض شائع في شرقنا العربي
يصيب الرجال كما يصيب النساء و رغم ان المرأة اقل مناعه لهذا المرض
فأن اجواء المقاهي وأرصفة الازقه مكان مثالي لانتشار الوباء
حيث تمثل البطاله دور الرطوبه في حضانه الجراثيم
و كما قال لينين ( ان الايدي الفارغه تولد ألسن خبيثه)


ان الكلام البغيض الذي نحن في صدده هو الغيبه و النميمه
و هو الكلام الجارح سراً أو جهراً و هو الكلام المؤذي
اما الكلام في زمانه و مكانه و بلاغته فهو نعمة من المتكلم على السامعين
(فرب قول أشد من صول)
و الكلام المتقن لا يخدش و الكلام غالباَ ما يكون دواء ألا ان كثرة الدواء
أشد أيذاء من المرض
و رغم التشابه الظاهر فالكلام شيء و الثرثرة شيء آخر
فالاول بيان و الثاني ثعبان
و ( المرء بأصغريه قلبه و لسانه )


ورد في كتاب ( المستطرف في كل فن مستظرف )
ان ثلاثه ملوك اجتمعوا مرة فتكلموا
فقال الاول (ما ندمت على ما لم اقل مرة، و ندمت على ما قلت مراراً)
و قال الثاني (انني على رد ما لم اقل ،اقدر على الرد على ما قلت)
و قال الثالث ( اذا حجبت كلمه ملكتها ، وأذا اطلقتها ملكتني )


فالكلمة اسيرة في وثاق الانسان فأذا تكلم بها صار في وثاقها
فهذه دعوة للجميع ان يصونوا لسانهم من الغيبه و النميمه
فلنجعل لساننا حصاننا عندها نمارس الفروسيه فلا فروسيه بدون حصان


من بررررررررريدي