الله أكبر : إستشهاد البطل ـ أبو جعفر الجنوبي
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حول استشهاد البطل أبو جعفر الجنوبي من شرورة
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ثم أما بعد...
كان رحمه الله محبوبا بين إخوانه و ألفه إخوانه سريعا رغم قصر فترة
معرفتهم به و كأنما عرفوه منذ زمن و كان كثير الدعابة مع إخوانه ناصحا
محبا لهم مع شدته على الكفار و سعيه الحثيث لنيل الشهادة و كان يطالب
بتنفيذ عملية إستشهادية، وشاء الله أن يكون من المقاتلين فشارك في
قرابة خمس عمليات مباركة وكان موعده مع العملية الأخيرة يوم الجمعة
العاشر من رجب 1427 وقد روى من بات معه ليلة الجمعة أنه أحيى ليلته
قائم يصلي خاضعا خاشعا لله و يتلو كتاب الله، و بعد صلاة الفجر التقى
بالأخوة و سقاهم من يده بالماء و حثهم على الصبر و الثبات و كأنها وصايا
مودع و احتضن بعض الأخوة و داعبهم كعادته و انطلق مع الأخوة إلى
ساحة المعركة و كانت الخطة مرتبة من قبل القادة ترتيبا محكما حيث ملأ
الأخوة الشوارع و كان رحمه الله مع الإخوة في حي النور من أحياء مدينة
الموصل و قد زرعت الشوارع بالعبوات و تم تفجير كاسحة ألغام أمريكية
و سيارة همر و تم حرق عشرة سيارات للشرطة المرتدة و نفذ أحد إخواننا
الأبطال عملية إستشهادية في سيارات المرتدين و قتل منهم ما يزيد على
المائة كافر و منهم عقيد و ضباط و كان أبو جعفر (سيف) رحمه الله في
الإشتباكات ضد المرتدين شهد له إخوانه بالأقدام و الجسارة و الشجاعة
وكان ينطلق كالسهم يضرب بسلاحه الرشاش و عندما ينتهي رصاصه يعود
للإخوة يعبئ رصاصه و يقول للإخوة الذين يأخذون الدور في إطلاق النار
بلهجته ( يلا يلا روحوا روحوا للمرتدين ).
وقد كانت غزوة مباركة سميت (غزوة أبو الزبير الأنصاري) أقضت مضاجع
الصليبيين و أعوانهم و خرج العوام من النساء و الشيوخ إلى المجاهدين
يناصرونهم و يدعون لهم بالنصر و القوة غير مبالين بوابل الرصاص
المنهمر من كل جانب و قدر الله الاصطفاء لأحد أسود تلك الغزوة (( أبو جعفر ))
فكلم برصاصة في قدمه فنزف منها حتى اصطفاه الله بالشهادة في سبيله
و أخذه الأخوة ليدفن في دمائه و ثيابه حتى يلقى بها الله يوم القيامة اللون
لون دم و الريح ريح مسك وقد روى الإخوة أنهم رأوه كلما اقترب إلى قبره
زادت ابتسامته كما توضح الصور و كأنه يرى رياض الجنة و مقامه منها
فهنيئا له و لوالديه و لزوجته و لولده و لأهله الذين بإذن الله سينالون
شفاعته كما روي عن سيد المجاهدين صلى الله عليه و سلم أن من خصال
الشهيد أن يشفع في سبعين من أهل بيته، و هنيئا لأقوام مازالت أرحامهم
لم تعقم أن تلد لنا الأبطال و الرجال و أثبتوا أن الأمة مازالت معطائه
فياضة بالخير.
نسأل أن يتقبله في عتاد الشهداء و يحفظ أهله من بعده و أن يختم لنا بمثل
خاتمته وكل من سلك طريق الحق و الجهاد في سبيل الله عز و جل،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و آخر دعوانا
أن الحمد لله رب العالمين...
منقووووووول