قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في كلمة متلفزة مساء أمس الاثنين: إنه يعتقد أن ليبيا ستظل "غير مأمونة الجانب" إلى أن يتنحى العقيد الليبي معمر القذافي عن السلطة، لكنه أكد على أن توسيع نطاق العمليات العسكرية الدولية لتشمل الإطاحة بالنظام الليبي، سيكون خطأ.
مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا يمكنها تحمل عواقب تكرار ما حدث في العراق.
وقال أوباما في أول خطاب له منذ بدء العملية العسكرية الدولية في ليبيا: إنه يجب أن يشعر الشعب الأمريكي بالفخر لمنعه وقوع مذبحة على يد القوات التابعة للقذافي في بنغازي.
وأضاف: "يتوجب علينا عندها على الأرجح إرسال قوات أمريكية على الأرض".
وقال أيضاً: إن "المخاطر التي سيواجهها جنودنا ستكون كبيرة جداً. وكذلك التكاليف ومسؤوليتنا لما سيحصل بعد ذلك في ليبيا".
وقال أوباما أيضاً: "لقد سلكنا هذا الطريق في العراق (...) ولكن تغيير النظام استوجب ثماني سنوات وكلف آلاف الأرواح من الأمريكيين والعراقيين، ونحو ألف مليار دولار. لا يمكننا أن نسمح لنفسنا بأن يتكرر هذا الأمر في ليبيا".
واعتبر الرئيس أوباما أن عملية انتقالية ديمقراطية في ليبيا ستكون "مهمة صعبة".
وقال: إن "العملية الانتقالية التي تؤدي إلى حكومة شرعية تتجاوب مع تطلعات الشعب الليبي ستكون مهمة صعبة".
وأضاف قائلاً: "حتى وإن تحملت الولايات المتحدة مسؤوليتها في تقديم مساعدتها فإنها مهمة ستعود إلى الأسرة الدولية، خصوصاً إلى الشعب الليبي نفسه".
وقال أوباما موضحاً: "حتى بعد رحيل القذافي, فإن 40 عاماً من الطغيان ستترك ليبيا محطمة وبلا مؤسسات مدنية قوية".
وأعلن الرئيس الأمريكي أن الحلف الأطلسي سيتولى يوم الأربعاء قيادة مجمل العمليات العسكرية للائتلاف الدولي في ليبيا.
وعلل أوباما التدخل العسكري في ليبيا بضرورة أن تتحرك الولايات المتحدة عندما تكون "مصالحها وقيمها مهددة" كما أعرب عن "إدراكه" لـ "مخاطر وكلفة" مثل هذه العملية.
وقال: إن الإجراءات العسكرية التي اتخذتها قوات التحالف منعت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي من التقدم.
وأضاف أوباما قائلاً: "لقد ضربنا دفاعاته الجوية، وهو ما مهد الطريق لفرض منطقة حظر الطيران. استهدفنا دبابات وأصولاً عسكرية كانت تحكم الخناق حول بلدات ومدن، وقطعنا معظم مصادر إمداداتها... والليلة يمكنني أن أعلن أننا أوقفنا التقدم الفتاك (لقوات) القذافي.
وقال أيضاً في كلمته: "مع إدراكنا لمخاطر وكلفة عمل عسكري ما، نحن حذرون طبيعياً في استعمال القوة لحل المشاكل العالمية. ولكن عندما تكون مصالحنا وقيمنا مهددة، نتحمل مسؤولية التحرك".
وأضاف قائلاً من البيت الأبيض: "هذا ما حصل في ليبيا" مشيراً إلى أنه "منذ أجيال والولايات المتحدة تلعب دوراً في إرساء الأمن العالمي والدفاع عن الحرية".
وجاء خطاب أوباما قبيل مؤتمر دولي يعقد اليوم في لندن لبحث الأوضاع في ليبيا بمشاركة عشرات الدول والمنظمات، بالإضافة إلى شخصيات من المعارضة الليبية.
وجاء في بيان للمنظمة المعنية بحقوق الإنسان ومقرها باريس، أن "القوات الليبية الموالية للعقيد معمر القذافي تقوم بحملة إخفاءات قسرية في محاولة لسحق المعارضة المتصاعدة لنظامه".
وتحققت المنظمة من "أكثر من 30 حالة لأشخاص اختفوا حتى قبل بدء الاحتجاجات" في 15 فبراير.
وأوضحت هذه المنظمة غير الحكومية -التي ذكرت أن هذه العمليات استهدفت ثواراً- أن الرقم لا يمثل إلا "نسبة قليلة من عدد كبير من الأشخاص الذين اعتقلوا أو اختفوا" خلال الأسابيع الماضية.
وأشار البيان إلى أنه "نظراً لظروف عمليات الإخفاء القسرية هذه، توجد كل الأسباب للاعتقاد بأن هناك خطراً حقيقياً على أن يكون هؤلاء الأشخاص قد تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة".
وميدانياً أوقفت قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تقدم الثوار الليبيين البطيء إلى مدينة سرت، مسقط رأس الزعيم الليبي.
فقد تعرضت قوات المعارضة لقصف مُركز من قبل القوات الموالية للقذافي على الطريق بين النوفلية وبن جواد.
ومساء الاثنين أفاد شاهد عيان لمراسلة وكالة فرانس برس أن منطقة الجبل الغربي التي تقع على بعد 120 كيلومتراً جنوب غرب طرابلس تعرضت لقصف جوي من قوات التحالف مساء.
ودوت أصوات انفجارات قوية مساء الاثنين لليوم الثاني على التوالي في ضاحية تاجوراء القريبة من العاصمة طرابلس، من دون أن يعرف مكان الانفجار بالتحديد