السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
كلما ضاقت بي الدنيا و وصلت إلى لحظة الصفر .. لحظات الانفجار و
الانهيار وسط ظلام الليل الطويل و عانيت هموما صنعتها سنين ظالمة و
قاسية و همت بفكري و خيالي في هذا الكون و الوجود و السماء و
صفائها ... و طرت بروحي و حلقت بحناياي في سبحانية هذا العالم ... وددت
لو اخترقت نظراتي حجب السماء الواقفة منذ سنين لا أعرفها .. علني أرى
عالما هو كالحلم الجميل يرفرف بخاطري و يخطفني من أرض الواقع ..
تطلعت إلى المصدر الملجا الأبدي .. إلى الحضن الذي يلجأ إليه كل أيتام هذه
الدنيا .. أيتام الروح و أيتام الحس و الشعور و أيتام الوطن العاطفي القابع
في قلوبنا المحترقة .. في قلب كل إنسان بوصلة تشير إلى ذلك الأصل .. إلى
ذلك المصدر .. إلى الذي يحن علينا أكثر من أم رؤوم على طفلها البريء
الصغير .. إلى الذي يحتضن ما ينفجر في لحظات غضبنا و بكائنا و فرحنا و
مرحنا و روحانيتنا .. و همنا و فكرنا و وعينا و هيامنا .. إلى الذي يقترب
من أحاسيسنا و أعماقنا في لحظات ضعفنا و هواننا لكننا نعرض عنه و
نأبى حنانه و نبتعد عنه .. إلى من خلق الوجود و خلقنا من عدم .. إلى الذي
يرهب الجبال الشاهقة بعظمته و شموخه .. > إلى الله <
كلما أضعف أرى شفتي تتحرك بكلمات تنفذ إلى أعماقي كبلسم يداوي
جروحي و يهبني الراحة النفسية و الرخاء الفكري و الأمن الروحي ...
مناجاة إليك يا إلهي..
* تحياتي*