مجالس العجمان الرسمي


المجلس الإســــلامي لطرح كافة القضايا المتعلقة بالدين الاسلامي

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2008, 02:04 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

والآن وبعد أن تكلمنا عن شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله
. وبعد أن عرفنا المراد من هاتين الشهادتين وبعض ما ينطوي تحتهما من معان ننتقل إلى الكلام عن الصلاة التي أشار إليها حديث: «بني الإسلام على خمس..» في قوله صلى الله عليه وسلم: «وإقام الصلاة».. فنقول:

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29-09-2008, 02:05 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

إذا وصل الإنسان إلى شهادة أن محمداً رسول الله وآمن به صلى الله عليه وسلم، وصدّق أن كل ما جاء به هو الحق من عند الله، واستسلم لهذا الرسول الكريم كل الاستسلام فعندئذٍ يستطيع أن يتعلم منه أصول الصلاة التي أمر بها الله، وأن يجني الثمرة من هذه الصلاة، وأن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم إماماً له في هذا المجال ومعلماً وهادياً ومرشداً وسراجاً منيراً
.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29-09-2008, 02:05 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

ولعلك تقول
: هل تختلف الصلاة التي علَّمها الله تعالى رسولَه وأمره أن يعلِّمنا إياها عما هو موجود الآن في بطون الكتب مما أثر عنه صلى الله عليه وسلم وما تواتر عنه بخصوصها من أقوال وأفعال، منها الفرض والواجب ومنها السنن والمستحبَّات؟. وجواباً على ذلك نقول: لكل شيء صورة وحقيقة، وصورة الصلاة إنما هي موجودة في كتب الفقه والأحاديث الشريفة، ويستطيع أن يقوم بهذه الصلاة الصورية وأن يمارسها البرّ والفاجر والمؤمن والمنافق، وجميعهم يستطيع بحسب الصورة أن يقوم بعمل واحد لكن التباين والتفاوت إنما يكون بحسب الحقائق فلكل امرئ في صلاته وجهة هو مولِّيها ولكلٍ قربٌ من خالقه بحسب إيمانه وارتباطه بإمامه ولكل مُصَلٍّ فهم وإدراك، وشهود وعقل. وقد بين صلى الله عليه وسلم أن من الناس من يكتب له من صلاته النصف ومنهم الربع ومنهم العشر ومنهم من لا يستفيد من صلاته قليلاً ولا كثيراً.. ويشير إلى ذلك صلى الله عليه وسلم: «وليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها»(1).

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29-09-2008, 02:06 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

على هذا فالصلاة التي علَّمها الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، والتي أمرنا بها الله تعالى بواسطة هذا الرسول الكريم يجب أن تثمر في نفس المصلِّي عقلاً والعقل هو روحها وحقيقتها ومقاس فائدة المصلي منها
. ومن لم يعقل من صلاته شيئاً فلا صلاة له ولم يؤدّها ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلاَّ السهر، ولا بدَّ لنا والحالة هذه من أن نفصِّل في هذه النقطة بعض التفصيل لا سيَّما والصلاة هي عماد الدين ورأس الأمر كله فنقول: بما أن الصلاة هي صلة النفس بخالقها وارتباطها الوثيق بنور ربها، وبما أن العقل هو روح الصلاة وثمرتها لذلك كان لزاماً علينا أن نعرف المراد من العقل، وماذا نعقل في صلاتنا والأصول الواجب اتّباعها حتى نصل إلى العقل. ونبدأ ببيان المراد من العقل فنقول:

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29-09-2008, 02:06 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

المراد بالعقل هنا العقل النفسي وهو ما توعيه النفس وما تختزنه فيها من بعد أن شهدته ورأته، أما ما يعقله الإنسان في هذه الصلاة التي نحن بصددها فيدور حول أمرين اثنين
: فهو يعقل طرفاً من الكمالات الإلهية عقلاً نفسياً من بعد أن آمن بها وعقلها فكرياً وإلى جانب ذلك يعقل سرَّ التشريع الإلهي وبعض ما انطوت عليه الأوامر التي أنزلها الله تعالى على رسوله في القرآن الكريم، إذ يكون عقل الكمالات الإلهية بمشاهدة المصلِّي طرفاً من هذه الكمالات شهوداً نفسياً، إذ يرى العظمة الإلهية والعدل ويشهد الرأفة والرحمة والعطف والحنان والفضل والإحسان وغير ذلك مما انطوت عليه الأسماء الإلهية وهنالك تتمثَّل نفسه هذه الكمالات وتوعيها وتغدو مستقرة فيها. أما عقل الأوامر الإلهية فتكون برؤية ما انطوت عليه من خير، فيرى المصلي مثلاً عندما يقرأ آيات الحجاب فائدة الحجاب وما فيه من خير للمرأة ذاتها وذويها، والمجموعة البشرية كلِّها. وعندما يقرأ الآيات التي تنهى عن الخمر والميسر يرى ما فيها من الأذى وما ينجم عن تعاطيها من مضرَّات. وكذلك الأمر بالنسبة للميْتة وما ينشأ عن أكلها من أمراض وعاهات. ويرى الفائدة من الصيام والصلاة والحج والزكاة، إلى غير ذلك من الأوامر التي يعقلها المصلِّي بما يسمعه في صلاته من آيات القرآن. فهو لا يسمع بآية إلاَّ ويرى ما انطوت عليه من معانٍ رؤية متناسبة مع مقدار ما هو فيه من وجهة إلى خالقه، وما هو عليه من صلة وإقبال وذلك ما نعنيه بعقل الأوامر الإلهيّة.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29-09-2008, 02:06 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

ومن لم يعقل في صلاته طرفاً من الكمالات الإلهيّة، ومن لم يعقل ما في الأوامر الإلهيّة من خيرات، ومن لم يعقل شيئاً مما تنطوي عليه آيات القرآن الكريم التي يتلوها في الصلاة، فليس بعجيب أن تُلَفَّ صلاتُه كما يلف الثوب الخَلِقُ ويضرب بها في وجه صاحبها إذ أنه لم يفد منها شيئاً
. أما الطريق إلى العقل فإنما يكون برفقة ذلك الإمام والاقتداء به وهو في الحقيقة السيد الأعظم صلى الله عليه وسلم. ومن لم يُصلِّ مقتدياً بذلك الإمام فليس يستطيع أن يصل إلى العقل ولو أنه صلَّى في اليوم مئة ركعة، ولو أنه قام يصلي الليل كلَّه ولعلك تسأل عن السبب وتعجب من هذا القول فأقول: "بعين الرأس ترى الأشياء بالأنوار المعروفة أما الحقائق فلا تراها النفس إلاَّ بنور الله برسول الله صلى الله عليه وسلم".

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29-09-2008, 02:07 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

وإذا كان العقل نتيجة لما يحصل عليه المصلي من شهود ورؤية نفسية فكيف تستطيع هذه النفس أن تشاهد كمال الله وليس لها نور تشاهد به هذا الكمال؟
. أم كيف تنكشف لها المعاني وليس لها سراج منير يريها هذه المعاني ويبيِّن لها ما في الأوامر الإلهية من خيرات!. لذلك فهذا المصباح من لوازم الرؤية وهذا السراج المنير من لوازم وضروريات من يريد أن يصلَ إلى العقل. وما ذاك المصباح والسراج إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى مشيراً إلى ذلك بقوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنيراً}(1).

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29-09-2008, 02:09 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

الـــوضـــــــــــــوء
أمرنا الله تعالى في القرآن الكريم إذا نحن قمنا إلى الصلاة أن نغسل وجوهنا وأيدينا إلى المرافق وأن نمسح برؤوسنا ونغسل أرجلنا إلى الكعبين قال تعالى
: {يَا أَيُّهَا الَّذين آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُم وَأرْجُلَكُمْ إلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُم جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإن كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْديكُمْ مِنْهُ مَا يُريد اللهُ ليَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}(1).

ولبيان طرف من المراد من هذا الأمر الإلهي نقول
:

من الثابت أن هناك علاقة قوية وارتباطاً وثيقاً بين النفس والجسد وإذا كان نشيطاً نشطت النفس واستيقظت وتفتَّحت مسامعها لما يُلقى عليها في الصلاة من أوامر الله المنطوية في آيات الذكر الحكيم
.

وعلى العكس إذا كان الجسد إثر النوم أو التعب الجسدي فاقد النشاط خمدت بالتالي النفس وكان من العسير عليها أن تفقه أسرار الأوامر الإلهية وأن تعي كلام الله بالصلاة، وبما أنَّ هذه الأعضاء الواردة في الآية الكريمة مواطن لنهايات آلاف مؤلَّفة من الأعصاب ولذلك فإن غسلها بالماء يوقظ الجملة العصبية كلها وينبِّه كافة الأعصاب، وحيث أن النفس كما نعلم مركزها الأساسي في الصدر وأشعَّتها سارية عن طريق الأعصاب في سائر أنحاء الجسم لذلك فإن النفس بهذا الغسل تستيقظ وتنشط وتغدو مستعدة لسماع كلام الله وفهم المراد الإلهي، فضلاً عما يعود به هذا الوضوء من نشاط الدورة الدموية في الجسم وإزالة ما تراكم على أطرافه من أدران إن وُجدت، فالغاية من الوضوء
"النشاط" حصراً ليس إلاَّ.

ولعلَّك تقول
: إذا كانت الآية الكريمة لم تفصِّل في باقي الأعمال التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بها أثناء الوضوء والتي تعارف الناس على تسميتها بسنن الوضوء وآدابه، فهل معنى ذلك أن الرسول أضاف شيئاً من عنده تمَّم به آية الوضوء، أم أن جميع ما أُثر عنه صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال كل ذلك إنما هو موجود في القرآن الكريم ومنطوي تحت آياته؟.

وجواباً على ذلك نقول
: ما يكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الأمين على كلام الله المبلغ لرسالات ربه أن يضيف شيئاً من عنده ويزيد على كلام الله. وإن نحن قلنا أن السنة النبوية جاءت متمِّمة لكلام الله، وإن نحن ثبتنا ذلك ورضيناه فمعناه أن كتاب الله جاء ناقصاً، وأن السنَّة جاءت لتلافي هذا النقص وهذا مما يخالف المنطق الصحيح ولا يرضى به الفكر السليم، إذ ما يكون لبشر أن يتمِّم كلام الله وحاشا لله وهو صاحب الكمال أن ينزِّل على رسوله شريعة ناقصة تحتاج لإتمام، فضلاً عن أن القول بذلك يخالف كل المخالفة ما جاء به صريح القرآن قال تعالى في محكم كتابه، عن رسل الله الكرام: {لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}(1).

وقوله الكريم
: {..مَا فَرَّطْنَا في الكِتَابِ مِنْ شَيءٍ..}(2).

وإذا كانت هذه الآية الكريمة تثبت لنا أن الله تعالى ما فرَّط في الكتاب من شيء وكلامه تعالى إنما جاء منطوياً على كل ما يلزم هذا الإنسان وكل ما يحتاجه في الحياة، فكيف تستطيع أن تقول أم كيف تجرؤ على قول أن السنة النبوية وسائر ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من أحاديث أنها متممة لنقصٍ سهى عنه الله فجاء الرسول وأكمله، وهو تعالى منبع الكمال ولا تأخذه سنة ولا نوم
.

فالحقيقة إذن أنَّ كل ما ورد عن الرسول الكريم إن هو إلاَّ محض توضيح وبيان لما انطوى تحت آيات الله من معاني غفل عنها من غفل وأدركها صلى الله عليه وسلم بما امتاز به من عظيم الإقبال على الله وشديد صلته بالله قال تعالى
: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إلاَّ رِجَالاً نُوحي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ، بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيِّنَ للنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}(3) .

وزيادة في إيضاح هذه النقطة نقول
:

إذا نحن رجعنا إلى آية الوضوء وجدناها منطوية على جميع السنن التي أُثرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الخصوص
.

فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يغسل أعضاء الوضوء ثلاثاً لتعليم البدو المتأخرين اجتماعياً يدلك بعد المرة الأولى العضو المأمور بغسله لينحلَّ ما تراكم عليه من غبار أو خلافه
.

وفي المرة الثانية يزول عن العضو بالغسل ما انحل
.

وفي المرة الثالثة لا يبقى عليه أثر من درن أو نحوه
.

لقد فَهمَ الرسول صلى الله عليه وسلم سرَّ الأمر الإلهي من كلمة
(اغسلوا) وعَلِمَ أن المراد من الغسل النشاط والنظافة إن لزمت لا مجرَّد تبلل العضو بالماء لأن كلمة (اغسلوا) تستدعي تنظيف العضو بالنسبة لبعض القبائل الموغلة في البوادي العفراء. والتنظيف إنما يكون بالصورة التي أدَّاها صلى الله عليه وسلم.

أما إذا بلَّ الإنسان العضو بالماء وصب عليه الماء مرة واحدة فلا يعدُّ ذلك غسلاً بالنسبة لهؤلاء البدو، وعليه فهذا التنظيف والنشاط المرفق هو لبعض القبائل البدوية والتي كان أفرادها متخلِّفون بالحياة الحضارية وكانت ظروفهم المعاشية الصعبة في أعماق صحراء الجزيرة العربية ولندرة الماء وافتقاده في كثير من الأحيان يعمدون إلى التيمُّم فتتَّسِخ جلودهم، فرسول الله صلى الله عليه وسلم أُرسل رحمةً للعالمين
.. للبدو وللحضَر، ولكن حقيقة الوضوء وحكمة فرضه عموماً ليْستا أبداً وقطعاً للنظافة لأن النظافة لها الاستحمام، لكنه فقط للنشاط لأن تيقُّظ الأعصاب ونشاط النفس يقتضي تكرار الغسل ثلاثاً كما أشرنا قبل قليل «قال الله من ثلاث» حديث شريف.

رجوعاً إلى علم النفس العتيد نجد إثباتاتٍ علميةٍ وتجاربَ عمليةٍ لا مجال أبداً لنقضها تكشِفُ اللثامَ عن أن من قوانين النفس الفطرية أن الحقيقة لا تثبت يقيناً فيها إلاَّ بتكرار الطلب ثلاث مرات فلا تنساها النفس وتثبت فيها، وهذا الأمر يتجلَّى حين توصي الأطفال الأبرياء بأمرٍ أو جلبِ أغراضٍ مرةً أو مرتين فالطفل ينسى المطلوب، ولكن في حال التكرار ثلاثاً فلن ينسى الطفل المطلوب منه
.

هذا ثابت قطعاً بعلم النفس ولكن رجوعاً إلى القرآن كتاب الله المقدَّس نجد هذا القانون مشاراً إليه وساري المفعول كما
«قال الله من ثلاث».

فقد ثبتت حكمة الحقائق الثلاث التي طبَّقها سيدنا الخضر بحضرة سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم
.

كذا فالطلاق للفراق الأبدي بالثلاث
"إلاَّ بحال الزواج من زوج ثاني" هذا الطلاق بلا رجعة يتم بالثلاث كما هو معلوم(1).

كذلك تثبت حقيقة الإيمان ويشرق بنفس السالك بالحقِّ للحقِّ بثلاث بمدلول الآية الكريمة
: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى..}(2) .. والتي مجموعها ثلاث.

كذا بمدلول الآية الكريمة
: {..فَارجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى من فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتينِ..}(1).. والتي بمجموعها تكون ثلاثاً.

كذا بإنذار سيدنا صالح
صلى الله عليه وسلم لثمود {..ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ}(2).

وعلامة بشرى سيدنا زكريا صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى
: {..قَالَ آيتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيّاً}(3).

وبآية أخرى
: {..ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً..}(4).

فقانون ثبات أيِّ أمرٍ بالنفس تكراره ثلاثاً فيثبت، فقانون النفس من ثلاث، كذلك كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يكرِّر الجمل الهامة ثلاث مرات لتستقر في نفوس السامعين.

هذا وقد توصَّل أبونا إبراهيم أبو الأنبياء بنفسه إلى اليقين بربِّ اليقين من ثلاث
: "الكوكب والقمر فالشمس".

وقد عزَّز تعالى الرسل بسورة
(يس) برسولٍ ثالث، حتى أن كفارة اليمين ثلاثة أيامٍ صياماً وغيرها من البراهين الصادقة.

فرسول الله من إله العرش مقتبسٌعلماً هداهُ لنا نوراً من الأزللذا سنَّ لنا بما يوحيه الله له بتكرار الاستنشاق وغسل الفم وغسل الأعضاء بالوضوء ثلاثاً بغية تحقيق النشاط للنفس من ثنايا الجسم.. فدين الإسلام دين قوةٍ ونشاط فبتمرير الماء على كلِّ عضو أثناء الوضوء ثلاث مرات كافٍ تماماً ووافٍ ليُوقظ الجملة العصبية كلّها وتنبيه كافة الأعصاب، عندها تنشط النفس لا سيما بأيام الصيف الحارة وبعد التعب وإثر الاستيقاظ من النوم، فبالماء ثلاث مرات يذهب التعب والكسل والميل للنوم إثر الاستيقاظ ويصرفها أصلاً وينهض بالنفس بالصلاة وصلاً.
وهكذا فكلمة
{فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المَرَافِقِ} تقتضي الغسل ثلاثاً وينطوي تحتها الدلك وتخليل أصابع اليدين والرجلين عند غسلهما وتحريك الخاتم، وكذلك الترتيب والموالاة إلى غير ذلك من السنن التي نستطيع أن نعدّها وردت في الآية صريحة بالنسبة لصاحب الذوق السليم والإدراك الصحيح والفطنة العالية لأن الإيجاز بالنسبة لهذا الإنسان هو عين البلاغة ومحض البيان.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29-09-2008, 02:09 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

وليس من البلاغة في شيء أن تفصِّل في مثل هذه الأمور البديهية
. وعلى وجه المثال نقول: لو أن امرءاً طلب من ابنه الرشيد ذي الذوق والإدراك السليم أن يسقيه ماءً فهل من المعقول أن يقول له ضع الماء في الكأس، واغسل الكأس قبل ملئه غسلاً جيداً نظيفاً، ولا تناولني كأس الماء إلا بيمناك وباعد أطراف أصابعك عن حافة الكأس عندما تقدّمه، وليكن الماء نظيفاً بارداً إلى غير ذلك من البديهيات، أم أن كلمة (اسقني) تقتضي جميع هذه التفصيلات وأن كل ذي ذوق سليم وفطنة لا يفعل إلا وفق تلك الأصول المذكورة.

والآن بعد أن قدَّمنا ما قدَّمناه نستطيع أن نقول أن جميع ما أُثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال منها السنن المؤكَّدة والمستحبَّات وجميع ما كان يتجنبه من مكروهات ومفسدات سواء في الوضوء والصلاة، أو الصوم والحج والزكاة، إلى غير ذلك من الأوامر والتشريعات الإلهية كل ذلك إنما ينطوي مندرجاً تحت كلام الله تعالى فما فرَّط الله تعالى في القرآن من شيء
.

وبما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أقرب الخلق إلى الله وأعلمهم بكلام الله وأشدهم إقبالاً عليه وأعلاهم بسبب إقباله هذا فهماً وفطنة للمراد الإلهي لذلك أنزل الله تعالى كتابه على هذا الإنسان العالي الفطن الذي لم يضارعه صلى الله عليه وسلم أحدٌ في دقَّة الفهم الناشئة عن ذلك الإقبال العظيم
.

وأمرنا تعالى أن نتابع هذا السيد الفَطِن والرسول الكريم فقال تعالى
: {..وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانْتَهُوا..}(1).

وإن آية
: {..مَا فَرَّطْنَا في الكِتَابِ مِنْ شَيءٍ..}(2).

تقرِّر أن السنن النبوية كلها منطوية في القرآن الكريم وأن الأحاديث الشريفة جميعها مأخوذة من كتاب الله
. كلما ازداد الإنسان إقبالاً على الله وقرباً من ذلك الجناب العالي استطاع أن يدرك سرَّ الأحاديث الشريفة ويعرف مصادرها من القرآن وهنالك يقدّر هذا الرسول الكريم ويشيد بعالي فهمه وفطنته، وسامي إدراكه وعظيم إقباله فيحبّه ويجلّه ويزيد إيماناً وتصديقاً برسالته، ولعمري ذلك هو طريق الفقه الصحيح وتلك هي أصول الفقه، وهكذا فالفقه لا يكون إلا عن طريق الإيمان، وعلم أصول الفقه إنما يكون بالإيمان الصحيح والإقبال العالي على الله. وكذلك الأمر بالنسبة للحديث الشريف فلا يدرك صحيحه من باطله وموضوعه إلا من سلك طريق الإيمان، والمؤمن المقبل هو وحده ذو الدراية بصحيح الرواية، وهو وحده الذي يستطيع أن يعرف أصول تصحيح الأحاديث، وما سوى ذلك من دراسات واستحفاظ أشكال وطرق بصحيح الأحاديث إن هو إلا تخبُّط أعشى يتخبَّطُ في الظلمات ولا يستطيع أن يعرف صحيحاً من موضوع، كما لا يستطيع أن يعي أسرار ما جاء به صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال. فإن أنت أردت أن تتعلم أصول الحديث الشريف، وإن أنت أردت أن تعرف مصادر السنة النبوية من القرآن الكريم وأن تتعلم أصول الفقه والتأويل الصحيح فاسلك طريق الإيمان الذي أشرنا إليه من قبل والذي سلكه أصحاب رسول الله الكريم، فكانوا علماء حكماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبيَاء، قال تعالى: {هُوَ الَّذي بَعَثَ في الأُمِيِّنَ رَسُولاً مِنْهُم يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفي ضَلاَلٍ مُبينٍ، وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِم وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظيمِ}(1).

والآن وبعد أن تكلمنا عن الوضوء وأثره في إعداد النفس للصلاة والوقوف بين يدي الله ننتقل إلى أعمال أخرى نؤديها قبل الصلاة فنقول
: لابدَّ للمؤمن إذا أراد أن يقف في الصلاة المفروضة من:

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29-09-2008, 02:10 AM
shireen shireen غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 56
معدل تقييم المستوى: 18
shireen is on a distinguished road
رد: الصلاة

الأذان والإقـامـةيسمعهما من غيره أو يقوم بهما بنفسه وللأذان والإقامة مكانتهما الظاهرة لدى من أراد الصلاة.

والأذان
: معناه إيذان وإعلام بحلول الوقت الذي آن للنفس أن تقف بين يدي خالقها تستمع إلى آياته ودلالته التي يقتضي أن تسير عليهما في الحياة، كما تدفع عنها بهذا الوقوف بين يدي الله ما تسرَّب إليها من انشغال بمصالح الحياة ومهمّاتها، فتنسجم وتعود إلى إقبالها على الله، فتعود لها الطمأنينة بقربها من ذلك الجناب العالي مصدر حياة الكون ومبعث حياة الوجود. وتأوي إلى ملاذها إذا أحاطت بها الكروب وموئلها إذا ادلهمت بها الخطوب، فتقف بين يديه تعالى مقبلة عليه، فتتجدّد لها الحياة الطيبة وتحط في بابه جل جلاله ما أنقض ظهرها من الأثقال والأحمال. وتتوهج شعلة الإيمان فيها من بعد أن ذكَّرتها ألفاظ الأذان بما استقر فيها من قبل من تعظيم وإجلال وشهود الإحسان من صاحب الإحسان، خالق الأرض والسماء. وهكذا ففي الأذان دعوة وإعلام وذكرى يتذكر بها المؤمن مشاهدات شهدتها من قبل نفسه وأقَرَّ بها قلبه. فتراه يردّد مع المؤذن ما يتلوه على مسمعه من كلمات، فإذا به بهذه الذكرى وذلك الترديد يدخل في كمالات ذلك الشهود السابق ويعرج في معارج القدس من جديد.

يقول المؤذن
: الله أكبر.. الله أكبر وتطرق هذه الكلمة مسامع النفس فتذكّرها بشهودها السابق لجلال الله وعظمته وتهيّجها هذه الذكرى وترجع بها إلى ذلك الشهود الجميل الذي كانت شاهدته من قبل، فإذا بها تسمو وتتسامى وقد شاقها ذلك القول إلى اللقاء. فإذا ما قال المؤذن الله أكبر الله أكبر وأعادها ثانيةً قالت معه مصدِّقة وردَّدت معبرة عن شهود جديد خاضت غماره فتقول الله أكبر الله أكبر وهي تسبح في لجج ذلك الجلال الإلهي. وهي ترى أن لا نهاية لذلك الجلال فمهما شهدت من تلك العظمة فهو سبحانه أعظم وأوسع ومهما رأت من جلال الله وعظمته فهو تعالى أكبر وأكبر.

وينتقل المؤذن إلى كلمة
: أشهد أن لا إله إلا الله.. يقول المؤذن ذلك معبّراً عن شهوده، أنه يشهد أن لا مسيِّر لهذا الكون ولا مدبِّر لشؤونه إلا الله. فبيده تعالى وحده سيْر السموات والأرض وما فيهما، وبيده وحده أمور الكون كله، وبتدبيره وحده يسير ما في الكون كُلٌّ ضمن اختصاصه وفي حدود وظيفته. إنه تعبير يعبّرُ به المؤذن عن مشاهدته النفسية لمعنى هذه الكلمة ويقولها المؤمن من بعده مردداً ألفاظها فيتذكر هو أيضاً إيمانه بها ويتذكَّر مشاهدته السابقة. ويعود إليها المؤذن فيلفظها ثانيةً فإذا بالمؤمن وهو يقول: أشهد أن لا إله إلا الله يدخل نفسياً في مجال جديد وشهود جديد يقول هذه الكلمة وهو يشاهد جديداً وتنغمس نفسه مستغرقةً في ذلك الشهود، متقدمةً في هذا المضمار أشواطاً جديدة أوسع بكثير مما كانت عليه من قبل.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف نعشق الصلاة المرور المجلس الإســــلامي 10 08-10-2008 06:11 PM
ادعية الرسول عليه الصلاة والسلام في الصلاة فلاح بن حثلين المجلس الإســــلامي 13 20-11-2007 02:08 AM
من أسرار الصلاة أثر الصلاة على استقرار الدماغ بنيان اليامي المجلس الإســــلامي 8 21-10-2005 06:50 AM
كيف تخشع في الصلاة.. ابوانس المجلس الإســــلامي 15 28-09-2005 09:02 AM
قبل أن تؤدي الصلاة kinzaan المجلس الإســــلامي 4 14-09-2005 11:06 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:44 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع