مدينة صلالة تتحول إلى مروج خضراء يلف الضباب قمم جبالها التي تكتسي بالخضرة والأزهار الزاهية.
ميدل ايست اونلاين
صلالة - من احمد الربيعي
تستعد محافظة ظفار بسلطنة عمان التي تبعد 1100 كيلومتر من مسقط في هذا الشهر لموسم الخريف الماطر الذي يصادف 21 يونيو من كل عام ويستمر الى اواخر شهر سبتمبر.
وتتحول سهول وجبال مدينة صلالة الى مروج خضراء بفضل تساقط الأمطار الموسمية التي تشهدها في هذا الموسم ويلف الضباب قمم الجبال التي تكتسي بالخضرة والأزهار الجبلية ذات الألوان الزاهية.
وتدب الحياة في الينابيع وتنساب المياه رقراقة في أعالي الجبال وبطون الأودية مكونة العديد من الشلالات المائية التي تنحدر الى مئات الأقدام في منظر طبيعي آخذ يجتذب اليه آلاف الزوار للتمتع بروعة المشهد. ويأتي موسم خريف هذا العام ومحافظة ظفار تسابق الزمن استعدادا لاستقبال زوارها وتهيئة افضل السبل للاحتفاء بالسياح وتمكينهم من قضاء افضل الاوقات في ربوع ظفار.
وعلى مستوى خدمات الايواء بالمحافظة يوجد العديد من الفنادق الراقية و الشقق الفندقية بالاضافة الى البيوت والشقق السكنية كما يتم سنويا اضافة العديد من اماكن الايواء لمختلف المستويات لاستيعاب الاعداد المتزايدة من السياح في فصل الخريف.
وقد اكتسبت محافظة ظفار شهرة سياحية واسعة خلال الفترة الماضية و تسعى الحكومة الى تدعيم هذا الجانب وزيادة فاعلية التنشيط السياحي الى المحافظة من خلال اضافة المزيد من الخدمات والبنى التحتية ووضع الافكار والروى الخاصة بالتطوير السياحي في المنطقة.
كما تعقد الندوات والمعارض الترويجية في الخارج للتعريف بالمقومات السياحية في السلطنة ونشر مكاتب المعلومات السياحية وتقديم احصائيات لعدد الزوار واقامة المهرجانات السياحية التي تأتي مكملة للمقومات البيئية والطبيعية والمناخية المتميزة التي تتمتع بها سلطنة عمان.
وتكثر في محافظة ظفار الاثار والشواهد التاريخية العديدة التي تشهد بابداع المنطقة حضاريا وتاريخيا وهو ما يضيف بعدا سياحيا آخر لهذه المحافظة وهو السياحة التاريخية وسياحة الآثار ليتكامل مع المقومات الاخرى المتمثلة في المقومات الطبيعية لتعطى للزائر رحلة سياحية متكاملة تغطي معظم العناصر المشوقة الجديرة بالمشاهدة.
ويعتبر ميناء (سمهرم) الواقع شرق ولاية طاقة احد اهم المواني التجارية المشهورة في الزمن الغابر الذي لعبت المنطقة من خلاله دورا كبيرا في التواصل مع العالم القديم من خلال تجارة اللبان التي اكسبت محافظة ظفار شهرة واسعة قديما وحديثا.
ومن المدن التاريخية الشهيرة ايضا تاتي مدينة "البليد" التي تقع حاليا في صلالة بمنطقة الحافة وهي مدينة أثرية هامة تأسست في القرن الرابع الهجري -العاشر الميلادي- وكانت مركزا تجاريا وصناعيا في محافظة ظفار وقد وصفها ابن بطوطة الذي زارها مرتين بأنها "كانت ميناء لتصدير الخيول إلى الهند وكانت لها صلات تجارية مع شرق افريقيا".
كما توجد في محافظة ظفار العديد من الاثار الهامة مثل مدينة "المحلة" التي تقع الى الشرق من ولاية سدح ومنطقة "شصر" في النجد ومنطقة "مضى" وكانتا مركزا لتجميع اللبان وانتاج الصوان.
وتنتشر اشجار اللبان ذات الرائحة الزكية في مواقع متفرقة من التلال في نجد وبعض الاودية العميقة جهة الغرب من ولاية صلالة ونيابة حاسك في الشرق حيث تعد هذه النبتة الاسطورية رمزا لمحافظة ظفار ولعبت منتجاتها دورا بارزا في التجارة القديمة لسكان المنطقة وكان لبانها يصدر الى العالم.
والى الشرق من ولاية (مرباط) تنتشر الخلجان الصغيرة التي تتشكل من اشباه الجزر واحواض مائية بديعة تعكس الوانا زاهية من المرجان وتعد زيارة هذه المناطق إحدى أهم اهتمامات الزائر لمحافظة ظفار خاصة وان الطقس قد يختلف هناك قليلا عن الطقس في ولاية صلالة مما يؤدي بالبعض الى ممارسة هواية الصيد. وتوجد بالولاية قلعة تاريخية جهزت كمتحف يشمل مختلف المصنوعات التقليدية والمشغولات اليدوية وبعضا من الاثار والتحف.
والى الغرب تقع ولاية "طاقة" التي تبعد عن ولاية صلالة 30 كيلومترا وتعد من الولايات الساحلية الجميلة وتشتهر باشجار النارجيل التي تحف شواطئها في منظر جميل. وفي منطقة (المغسيل) الواقعة على بعد 40 كيلومترا من مدينة صلالة تتشكل الطبيعة هناك بأعجوبة حيث تختلط الخضرة برمال البحر الفضية وتنتشر السحب على التلال ويغطي البحر ضباب خفيف بارد يحمل النسمات باتجاه الجبال المجاورة كما يوجد بالمنطقة كهف "المرنيف" الذي كونته تضاريس طبيعية وهو يطل على محيط لا آخر له.
ويتهافت الزوار لرؤية النافورات الطبيعية التي تتواجد هناك، وتمتلىء اسواق مدينة صلالة بالمنتجات والصناعات التقليدية في هذا الموسم ولا سيما فيما يتعلق بمستلزمات النساء من العطور والبخور و المكاحل والصناعات الفضية والفخارية والحلي والسيوف بالاضافة الى المباخر الظفارية التي تمثل فن العمارة في تصميمها الذي يتميز بزوايا مدرجة في الاعلى وهو شكل هندسي يستخدم كثيرا في البناء بمحافظة ظفار.(كونا)