الفرزدق يطالب معاوية بميراث عمهِ الحُتات فمن هو الحُتات ؟
الحُتات بن يزيد بن علقمة بن حوي بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، التميمي الدارمي.
واسم الحُتات عامراً، وفيه يقول الأسود بن يعفر:
وما خلتني في الحنظليين قعدداً= فيظلمني يا لهف أمي عامر
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، مع عطارد بن حاجب، والأقرع بن حابس، وغيرهما، فأسلموا: ذكرهم ابن إسحاق والكلبي.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان، ولما اجتمعت الخلافة لمعاوية، قدم عليه الحُتات، وجارية بن قدامة، والأحنف بن قيس، وكلاهما من تميم، وكان الحُتات عثمانياً مناصراً لعثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان جارية والأحنف من أصحاب علي رضي الله عنه، فأعطاهما معاوية أكثر مما أعطى الحُتات، : فرجع الحُتات إلى معاوية فقال: ما ردك? قال: فضحتني في بني تميم! أما حسبي صحيح? أولست ذا سن? ألست مطاعاً في عشيرتي? قال: بلى. قال: فما بالك خسست بي دون القوم وأعطيت من كان عليك أكثر ممن كان لك? وكان حضر الجمل مع عائشة رضي الله عنها، وكان الأحنف وجارية يريدان علياً، وإن كان الأحنف وجارية اعتزلا القتال مع علي لكنهما كانا يريدانه. قال: إني اشتريت من القوم دينهم، ووكلتك إلى دينك ورأيك في عثمان، وكان عثمانياً. فقال: وأنا فاشتر مني ديني. فأمر له بإتمام جائزته، ثم مات الحُتات فحبسها معاوية، فقال الفرزدق في ذلك:
لسماع القصيده :
أبوك وعمي يا معاوي
أبوك وعمي يا مـعـاوي أورثـا= تراثاً فأولى بالتـراث أقـاربـه
فما بال ميراث الحُتات أكـلـتـهُ= وميراث حربٍ جامد لك ذائبـه!
فلو كان هذا الحكم في جاهـلـيةٍ= عرفت من المولى القليل حلائبه!
ولو كان هذا الامرُ في غير ملككم= لأديتهُ أو غصَّ بالمـاءِ شـاربـه
ولو كان إذ كنا وللكـف بـسـطةٌ= لصمن عضبٌ فيك ماض مضاربه
وقد رُمت امراً يا معاوي دونه= خياطف عل ود(ن) صعابٌ مراتبه
وما كنت اعطي النصف من غير قدرةٍ= سواك ولو مالت عليَّ كتائبه
ألستُ أعز النـاس قـومـاً وأسـرةً= وأمنعهم جاراً إذا ضـيم جـانـبـه
وما ولـدت بـعـد الـنـبـي وأهلـه= كمثلي حَصَان في الرجال يقـاربـه
ابي غالبٌ والمرء صعصعةٌ الذي= الى دارم(ن) ينمي فمن ذا يناسبه
أنا ابن الجبال الشُمِّ في عدد الحصـى= وعرق الثرى عرقي فمن ذا يحاسبه?
وبيتي إلى جنـب رحيب فـنـاؤه= ومن دونهِ البدر المضيء كواكـبـه
وكم من أبٍ لي يا معاوي لم يزل= أغر يباري الريح مزور جانبه
نمته فروع المالكـين ولـم يكـن= أبوك الذي من عبد شمسٍ يخاطبه
تراه كنصل السيف يهتز للـنـدى =جواداً تلاقى المجد مذ طر شاربه
طويل نجاد السيف مذ كان لم يكن= قصيٌ وعبد شمس ممن يخاطبه
يريد بالمالكين مالك بن حنظلة ومالك بن زيد مناة بن تميم، وهما جداه. لأن الفرزدق ابن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
فلما بلغ معاوية شعره رد على أهله ثلاثين ألفاً.
ارجوا ان تنال هذه القصيدة استحسان الجميع
ابوحمد الشامري