التعامل مع الآخرين فن وأسلوب لا يجيده أغلب الناس ولا يفهمون معانيه، فهو في اعتقادي سلوك حضاري يأتي من نفس الإنسان وشخصيته الفطرية، وأسمى وأجمل التعامل هو الذي يبدأ بابتسامة مضيئة تشع قناعة ورضا للجميع مع رقي في مفردات الحديث والكلام والأخذ والعطاء في التحاور والنقاش مع إنصات واهتمام لكل ما يقوله الآخر·
فطريقة تعاملنا مع الآخرين هي التي تحدد شخصيتنا وتعرف عن هويتنا وطباعنا الأخلاقية فينكشف ما في داخلنا من بواطن الخير والشر· ولكل إنسان تعامله الخاص وأسلوبه مع الآخرين، فهناك من يتعامل بالطيبة والثقة الزائدة وحسن النية مع الجميع حتى ولو كان على حساب نفسه ومصلحته، فطبيعة المحبة للخير والعطاء تفرض عليه هذا السلوك والتعامل الراقي· وهناك من يتعامل بالغرور والتكبر والتعالي على الناس فيرى نفسه ومصلحته فوق الجميع وتأتي معاملته بما سيعود عليه من ماديات ومعنويات تشبع مطامعه الشخصية والدنيوية في هذه الحياة، وهناك من يتلون ويتقنع في معاملته مع الآخرين للوصول إلى مبتغاه فتراه مرة يلبس قناع الطيبة ومرة يلبس قناع التسلط والتكبر، وفي موقف آخر يلبس قناع النفاق والمجاملة وكل ذلك لأجل تحقيق هدفه المنشود الذي يطمع في الوصول إليه·
ولذلك أعظم وأرقى أسلوب للتعامل مع الآخرين هو الذي لا يميز بين إنسان وآخر غنياً كان أم فقيراً صغيراً أو كبيراً يبقى التعامل دائماً بنفس راضية وابتسامة مضيئة وكلمة طيبة تخرج من قلب محب للعطاء والتواصل حريصاً على مشاعر الآخرين يحترم آراءهم ويستمع إليهم بكل حب واحترام، وهذا في رأيي هو أساس التعامل الراقي والسلوك الحضاري للإنسان الصالح السوي