مغالطات بالجملة على لسان النائب صالح الملا بشأن التعيين وعدم تطبيق القوانين
إلى متى يمثل نواب الأمة.. على الأمة؟!
كتب صلاح حيدر: من حق النائب صالح الملا وغيره من المنافحين عن قوانين الاصلاح الرياضي المزعوم وخصوصا اولئك الذين يختبئون وراء أسماء وهمية لا وجود لها على أرض الحقيقة والواقع ان يدلوا بآرائهم ويعبروا عن قناعاتهم ويروجوا لافكارهم، من حقهم جميعا ان يتبنوا أي توجه وان يسوقوا كل ما يدور في رؤوسهم وقلوبهم ولكن عندما يتعلق الامر بتسويغ كل هذه الآراء والافكار والتوجهات من باب القفز على الحقائق أو بترها أو قلبها فإن من حقنا بل من واجبنا التصدي لهذا التزييف والتدليس من أجل وضع النقاط على الحروف وكشف الحقائق أمام الشارع.. بدلا من تضليله كما يفعل الاخرون.
فالنائب صالح الملا خرج علينا في لقاء تلفزيوني باحدى القنوات الفضائية المحلية الليلة قبل الماضية تمادى فيه بتزييف الحقائق وتعمد بتر المعلومات سعيا منه لتدعيم آرائه وتوجهاته التي لم نكن نتوقع أن يغيرها بشأن أزمة التعارض بين القوانين المحلية مع اللوائح والمواثيق الاولمبية ولكننا في الوقت ذاته لم نكن نتمنى من النائب الفاضل وهو ممثل الأمة أن يمثل عليها؟!
وثيقة أولمبية قطرية تدحض ادعاءات الملا
النائب صالح الملا كافح خلال تلك المقابلة التلفزيونية للتسويق لمبدأ التعيين في الاتحادات الرياضية المحلية «وهو النائب المنتخب الذي لا يؤيد تنقيح الدستور إلا لمزيد من الحريات والديموقراطية» ليثبت للناس ان ارادة المجتمع الدولي ما هي إلا خدعة وان الميثاق الاولمبي لا يعدو كونه اكذوبة والعوبة في يد الرياضيين وتحديدا اولئك المناهضين لتوجهاته وآرائه، واستشهد النائب الملا في هذا الاطار بخبر بثته وكالة الأنباء الفرنسية في 20 نوفمبر 2008 بشأن اصدار اللجنة الاولمبية القطرية برئاسة سمو الشيخ تميم بن حمد ولي عهد قطر الشقيقة بتعيين رؤساء الاتحادات الرياضية في قطر متسائلا في الوقت ذاته: أين هو الميثاق وارادة المجتمع الدولي من هذا التعيين؟!
وربما يبدو هذا الطرح وذاك الاستشهاد مقنعا بظاهره للعامة ومن اجل ذلك فقد سعينا لتوضيح هذا اللبس والتدليس المتعمد من خلال البحث والتقصي في الوثائق الرسمية دون اخذ الاخبار والمعلومة على عواهنها مدفوعون بيقين ان ارادة المجتمع الدولي والميثاق الاولمبي حقيقة لا يمكن انكارها.
بحثنا في التفاصيل وتبين لنا ان اللجنة الاولمبية الدولية برئاسة الدكتور جاك روغ الذي لا يقنع النائب صالح الملا وهو بالمناسبة منتخب من 205 دول كبيرة وصغيرة و«الموظف الصغير» بيري ميرو الذي يقود شبكة علاقات دولية لم يقفا مكتوفا الايدي امام مثل هذه المعلومة بل ارسلا رسالة رسمية إلى اللجنة الأولمبية القطرية يستفسرون فيها عن مدى صحة هذه المعلومة، فجاء الرد سريعا من الجانب القطري عبر أمين سر لجنتها الأولمبية الشيخ سعود بن عبدالرحمن بأن المعلومة الحقيقية هي اعتماد رئيس اللجنة الأولمبية سمو ولي عهد قطر الشقيقة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لنتائج انتخابات الاتحادات الرياضية القطرية وتحديدا اعتماد أسماء رؤسائها.
من هنا.. واستنادا إلى هذه المعلومات فإننا نستطيع التأكيد بأن النائب الفاضل صالح الملا لم يكن دقيقا ولا هو حريص على نقل المعلومة الصحيحة والصادقة إلى الشارع وأركان مجتمعنا المغلوب على أمره، ونحن بدورنا نتمنى من كل المزايدين في هذا الملف إغلاق باب التعيين حتى ولو كان مبطنا إلى أبد الآبدين.
اتحاد الكرة القطري منتخب بالخمسة في 6/30
ولأن الشيء بالشيء يذكر.. فقد ساءنا تعمد النائب المحترم صالح الملا حجب الاستثناء الوارد بخبر الوكالة الفرنسية عن انتخابات اتحاد كرة القدم القطري، ولأن هدفنا الأسمى هو كشف الحقائق أمام الناس وكشف ادعاءات النائب الملا وغيره وحرصهم على خلط الأوراق وانتقاء المعلومات بطريقة (لاتقربوا الصلاة) فإننا نضع أمام القارئ الحقيقة التي حاول النائب صالح الملا تغييبها لأنها تمس «جوهر قوانينهم وتدحض ادعاءاتهم».
الاتحاد القطري لكرة القدم يا جماعة الخير شكل لجنة لمتابعة كل إجراءات أول انتخابات تجرى في الاتحاد وهذه اللجنة برئاسة جاسم الرميحي أمين سر نادي السد وتضم كلا من ناصر الهتمي أمين سر النادي العربي (نائبا للرئيس)، حمد المناعي (مقررا)، والأعضاء الشيخ نواف بن مبارك أمين سر نادي الريان، الشيخ جاسم بن حمد بن ناصر، عبدالله صقر أمين سر نادي السيلية بالإضافة إلى المستشار القانوني للاتحاد أتوري.
وأعلنت هذه اللجنة عن فتح باب الترشيح اعتبارا من يوم 2 ابريل وحتى 17 ابريل 2009 على أن تعلن الأسماء بشكل رسمي يوم 27 ابريل.. أي قبل موعد الانتخابات التي حدد لها يوم 30 يونيو بأكثر من شهر حسب اللوائح.
ورغم أن رئيس الاتحاد الشيخ حمد بن خليفة لم يعلن عن ترشحه للرئاسة إلا في اليوم الأخير في ظل إعلان ماجد الخليفي عن ترشحه للرئاسة إلا انه فاز بالتزكية إلى جانب كل من مسعود المهندي (أمينا للسر)، أحمد البوعينين (أمينا للصندوق) في حين فاز علي النعيمي بمنصب أمين السر المساعد بعد أن حصد 11 صوتا مقابل صوتين لمنافسيه عادل خميس وعبدالله سرور اللذين خرجا من المنافسة في حين حصد محمد المهندي ثلاثة أصوات وفاز بالمقعد الخامس في الاتحاد.
ولعل النائب الفاضل صالح الملا يقرأ هذه المعلومات ليعيد حساباته وترتيب أوراقه قبل أن يظهر علنا ليسوق معلومات خاطئة للناس.
بن همام يشيد بالعدد ويدعم رأي الاغلبية
المفارقة يا اخوان ان هذه الانتخابات قد جرت بحضور محمد بن همام العبدالله رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم والادهى هو تصريحه عقب اعلان النتائج حيث قال: «اشعر بان ما حدث من تفاعل ديموقراطي في انتخابات اتحاد كرة القدم القطري يعبر عن تطور كبير في الجوانب الادارية الرياضية القطرية واتحاد كرتها بشكل خاص»، واضاف: رغم اعتقادي الخاص بان العملية الديموقراطية لا تأتي بالموالين فانها تعزز وتلبي المطالب والطموح للمنتخبين وتعبر عن رأي الاغلبية. كما قال رئيس الاتحاد الاسيوي للعبة ان عدد اعضاء الاتحاد القطري البالغ عددهم 5 اعضاء بمن فيهم الرئيس يعتبر عددا كافيا مقارنة بعدد اعضاء الجمعية العمومية. يا سلام لاحظوا يا اخوان ابو قلب حنون الذي يتقطع قلبه ألما ويعتصر حزنا على ما الت اليه الامور في الاتحاد الكويتي لكرة القدم والذي يعتبر الكويت بلده الثاني يشيد بالعملية الانتخابية التي جرت في اتحاد بلده لانها تعبر عن رأي الاغلبية في الوقت الذي ينتفض فيه لدعم الاقلية في الكويت «بلده الثاني» ويساندهم ويحقق رغباتهم ومطالبهم. محمد بن همام ابو قلب حنون يؤكد ان عدد 5 اعضاء بمن فيهم الرئيس عدد كاف لاعضاء مجلس ادارة اتحاد بلده قطر مقارنة بعدد اعضاء الجمعية العمومية البالغ عددهم هناك 18 ناديا في حين انه يؤيد نظام المحاصصة وتكوين اتحاد الكرة في بلده الثاني الكويت من 14 عضوا يمثلون جميع اعضاء الجمعية العمومية فهل هناك تناقض اكبر من هذا؟! وهل ما زالت تعتقد يا اخ صالح ويا من تؤيدون بن همام ان قلبه يتقطع حزنا ويعتصر ألما على الكويت؟ اما زلتم تصدقون ان صديقكم المتنفذ يقف موقف الحياد ويفكر بمصلحة الكويت على حساب مصالحكم ورغباتكم واجنداتكم الخاصة؟!
الاستجواب ضد تطبيق القانون المحلي يا صالح!
نأمل ان تكون المعلومات التي قدمناها في السطور السابقة كافية ووافية للقراء والمتابعين ليكشفوا بانفسهم زيف ادعاءات النائب صالح الملا وغيره ولكننا نود ان نتطرق لمعلومات مغلوطة اخرى وردت على لسان النائب نفسه في تلك المقابلة التلفزيونية وحاول من خلالها ايضا خلط الاوراق والحقائق.
فالنائب الملا زعم ان مجموعة من نواب مجلس 2006 قد هددوا وتوعدوا معالي وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الاسبق المستشار جمال الشهاب واستخدام ادواتهم الدستورية واستجوابه على خلفية التعهد الذي وقعه لوفد اللجنة الاولمبية الدولية بتعديل القوانين المحلية لتتوافق مع الميثاق الأولمبي ولوائح الاتحادات الدولية وهو ما لم يحدث بتاتا خصوصا وان الوزير الشهاب كان وزيرا لتصريف العاجل من امور وزارتيه بسبب استقالة الحكومة وحل مجلس الامة عندما وقع كتاب التعهد في 16 ابريل 2008، ويبدو ان الاخ صالح كان وقتها منشغلا بمسألة الانضمام الى التحالف الديموقراطي الوطني من عدمها وبحثه عن داعمين له في الانتخابات التي جرت بعد توقيع التعهد بشهر ويوم واحد وذلك فان الامور ربما اختلطت عليه.
الصحيح ان بعض فرسان الاصلاح الرياضي هددوا الوزير الشهاب باستخدام ادواتهم الدستورية واستجوابه قبل حل المجلس وتحديدا في شهر فبراير 2008 عندما توجه الوزير لتطبيق القانون المحلي في اتحاد كرة القدم المحلي على وجه الخصوص من خلال دعوة الجمعية العمومية بالاتحاد لاعتماد ممثلي الاندية لعضوية مجلس الادارة وانتخاب اصحاب المناصب التنفيذية تطبيقا للقوانين المحلية بما فيها القانون رقم 5 لسنة 2007 في موعد لا يتجاوز الرابع من ابريل 2008.
المثير للدهشة هنا.. ان المنافحين عن القوانين المحلية يدعون ان الحكومة تقاعست في تطبيق القانون وان اندية الاغلبية عارضت تنفيذه في حين ان الحقيقة وبالوثائق تدحض هذه الادعاءات ايضا.. فالوزير الشيخ صباح الخالد طبق القانون المحلي في اتحاد الكرة في اجتماع الجمعية العمومية المنعقد يوم 19 اكتوبر 2007 والذي تم بسببه تعليق عضوية اتحادنا المحلي لدى الفيفا في 29 اكتوبر ذاته، ثم جاء الوزير الشهاب ليطلب من الهيئة العامة للشباب والرياضة تطبيق القانون المحلي وتحديد موعد لانعقاد الجمعية العمومية والتي تحدد لها يوم الثالث من ابريل 2008 قبل ان يلغي قراره بسبب ضغوط ومطالب وتهديدات نيابية، ثم جاء الوزير بدر الدويلة ليحدد موعدا جديدا لانعقاد العمومية تحدد له 31 ديسمبر 2008 قبل ان يلغيه بسبب مطالب ورغبات نيابية او بالاحرى لخوفه من تعليق جديد لعضوية اتحادنا المحلي، خصوصا وان الفيفا كان قبلها بايام معدودة قد اصدر قرارا من خلال مكتبه التنفيذي بشأن رفع مشروط وللمرة الثانية لتعليق عضوية الكويت.. ونحن على ثقة بان النواب ذاتهم ومعهم هذه المرة النائب صالح الملا سيقيمون الدنيا ويقعدونها متى ما اصدر الوزير الحالي الدكتور محمد العفاسي قرارا باجراء انتخابات اتحاد الكرة وفقا للائحة الهيئة العامة للشباب والرياضة والمخالفة في اكثر من 35 موقعاً وبنداً ومادة لنصوص ومبادئ اللائحة المعتمدة من الفيفا.. ان كانت قوانينكم لاتخالف ولا تعارض الميثاق الاولمبي واللوائح الدولية كما تزعمون يا أخ صالح.. فلماذا تخشون تطبيقها الآن في اتحاد الكرة واللجنة الاولمبية الكويتية؟!
* لم كل هذا التناقض؟!
دائما ما يتشدق النائب صالح الملا ويمتدح الاجراءات التي اتبعتها الجمعية العمومية في اتحاد كرة القدم عام 1986 حيث اعتمدت تعيين عبدالعزيز المخلد واعضاء مجلس ادارة الاتحاد الكويتي بقرار صادر من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل آنذاك خالد الجميعان، وهو الاجراء الذي تم بموجبه اعادة عضوية اتحادنا المحلي لدى الفيفا والسماح لمنتخبنا الوطني بالمشاركة في بطولة كأس الخليج العربي الثامنة والتي اقيمت في العام نفسه بالعاصمة البحرينية المنامة واحرز الأزرق لقبها للمرة السادسة في تاريخه، في حين ان النائب الملا يناقض نفسه حين ينتقد نفس الاجراء الذي اتبعته الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الكويتية بعد ايام باعتماد قرار تعيين الشيخ احمد الفهد رئيسا لمجلس ادارة معين في 15 مايو 2007 من قبل وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الشيخ صباح الخالد وهو الاجراء الذي جنب الحركة الأولمبية والرياضية في الكويت مخاطر الحرمان والتعليق.. فأي تناقض هذا يا أخ صالح؟!.
وللعلم.. فان الشيخ طلال الفهد رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية السابق لم يبلغ اللجنة الدولية عن قرار إقالته بل قدم هو وجميع اعضاء لجنته استقالتهم الخطية.. الموثقة، في حين ان اجراء الجمعية الخاص باعتماد تعيين الشيخ احمد الفهد كان بمثابة تزكية له ولمجلس ادارته دون ابلاغ الأولمبية الدولية بحيثيات قراري الاقالة.. والتعيين.. ولذلك فانها لم تتدخل آنذاك.. فهل وصلت الفكرة يا أخ صالح.