دراسة : غرفة الدردشة سلبيات ... حلول
إعداد الباحث الاجتماعي والتربوي
أ. عباس سبتي
الكويت ، نوفمبر 2010
مقدمة :
غرفة الدردشة أو المحادثة أو الشات ( Chat ) كما في الانجليزية عبارة عن إدارة الحديث بين أكثر من متحدث ومستمع من خلال شبكة الانترنت حول قضية ما أو لغرض آخر ، وقد شبه بعض هذه الغرفة مثل المؤتمر الذي يدار عن طريق الدائرة التلفزيونية المغلقة سواء بشكل مباشر أو غير المباشر ، وقد يكون النقاش عن طريق البريد الاكتروني أو ما يسمى " الأيميل " أو الرسائل النصية .وأقدم شكل من أشكال غرف الدردشة هي التي تعتمد رسائل نصية متنوعة. تقنية ال(talkomatic) وقد تم تطويرها ووضعها علي نظام ال plato تقريبا في عام 1974، حيث كان هناك مطالبة قوية بأن يحتوي هذا النظام علي نموذج من غرف الدردشة التي تعتمد علي الرسائل النصية ، وقد تستخدم بعض الغرف بعض الأيقونات التي تحسن بيئة التواصل بين المتحدثين ،وقد ظهرت دراسات تتحدث عن سلبيات غرف الدردشة أو الشات على الرغم من وجود ضوابط وتعليمات لضبط المناقشة إلا أن هذا لم يمنع من ظهور هذه السلبيات
القسم الأول : الجانب النظري
مصطلحات :
غرفة المحادثة أو الدردشة :
الدردشة علي الإنترنت هي وسيلة للاتصال بين الأفراد الموجودين في نفس غرفة الدردشة عن طريق إرسال الرسائل النصية. بعض غرف الدردشة مثل ياهو! تستخدم كل من الرسائل النصية والصوتية في وقت واحد.
غرفة الشات Chat :
كلمة الشات كلمة انجليزية وتعني يتحادث في غير تكلفة وتأتي بمعنى حديث ، محادثة ( قاموس المورد ) بعض غرف الدردشة المرئية تتضمن أيضا وسائل الاتصالات السمعية والبصرية، بحيث يمكن للمستخدمين في الواقع أن يروا ويتحدثوا بعضهم البعض. ولكنها مكلفة
القواعد والتعليمات :
توجد قواعد يجب أن يلتزم بها مستخدم غرف الدردشة و الشات مثل استخدام لغة تفاهم وحوار هادئ
كذلك غرف الدردشة في كثير من الأحيان لا تسمح بعرض الإعلانات فيها، والتي باستمرار تملأ الشاشة مع النص المتكرر. تعتبر الكتابة باستخدام زر ال (Caps Lock) يكون غير مشجع حيث يمكن أن يسبب صعوبة في القراءة ، مع وجود مشرفين مهمتهم التحكم في الصوت إلى جانب مراقبة سلوك المستخدمين خاصة السلوك الذي لا يلتزم بالتعليمات
وتضع معظم المواقع التي تعرض غرف الشات أو المحادثة تعليمات عامة من شروط فتح هذه الغرف لكن الكثير منها لا تتقيد ببعض هذه التعليمات للأسف وإليك بعض هذه التعليمات : عند استخدام غرفة الدردشة أو المحادثة مثل كيفية دخول غرفة الصوت وكيفية استخدام الميكرفون
وعدم الدخول للمشاغبة أو استخدام اسم غير لائق أو الإساءة للآخرين وسوء استخدام المحادثة والإزعاج وعدم الالتزام بالشروط العامة للمحادثة ، وعدم التعرض للذات الإلهية أو الإساءة لأي دين أو مذهب أو طائفة والإساءة إلى المشرفين
أهداف غرف المحادثة ( الشات – chat ):
توجد أهداف عامة يضعها أصحاب الموقع الاكترونية عند فتح غرف الدردشة ،منها :
- تقديم اقتراحات للتواصل بين القراء أو المستخدمين
- التعبير عن الرأي أو تقوية جانب التعبير اللغوي لكن نجد الكثير منهم يستخدمون اللغة العامية والركيكة وكلمات متقطعة
- قد يستخدم بعضهم أسلوب السخرية أو النكت والفكاهة لنقد الواقع السياسي أو غيره ، ولعل هذا الأسلوب تنفيس عما في النفس
- من الأهداف عند بعض الغرف التوعية الدينية ، وهذا الهدف قد لا يتحقق كما تريده إدارة غرفة الدردشة لأسباب منها عدم معرفة من دخل الغرفة ما شخصيته أو ثقافته ؟ ومدى التزامه دينياً وما الهدف من دخوله الغرفة ، و عدم متابعة من يخاطبه الخطاب الديني ومدى أثر هذا الخطاب عليه ؟
- أن أصحاب الموقع الاكتروني يريدون ترويج بضاعتهم فيفتحون غرفة الدردشة لصيد الزبائن الذين سوف يتأثرون بالدعايات التجارية المعروضة على الموقع
- خداع البنات في أحد المواقع وبأعلى الصفحة جاء : تعارف دردشة صوتية ، بنات للتعارف ، محادثة
وفي موقع آخر إعلان يقول : أشهر مواقع تعارف دردشة صوتية ومرئية ، وتحتها صور لفتيات مغريات بل ومثيرات للغريزة وهذه الفتيات من تونس وسوريا وفلسطين والسودان والأردن والعراق والمغرب ومصر والجزائر وليبيا والإمارات
- التعارف وإبداء الرأي بهدف غير واضح ، فماذا نفهم من هذه الجملة : نحن مختلفون ولكننا اخترنا الحوار والتعبير الحر ، ويمكن أن نفسر هذا الهدف بعدة تفسيرات وحسب آراء الأشخاص
- نبادل الصور والكلمات غير مدروسة ، ولعل بعض الصور كما ضبطت عبارة عن صور مخلة بالآداب والقيم الإسلامية
- ماذا نفهم من هذا الهدف : من الخليج إلى المحيط، يلتقي الأصدقاء والأحبة من كل الدول العربية تحت مظلة دردشة 12 شات، قابل أصدقاء من بلدك وتعرف على أصدقاء جدد من أنحاء العالم ، قد يعني أن تتعرف على الأشخاص العرب من الخليج إلى المحيط لكن ماذا يعني أن نعمم الهدف ليشمل كل أشخاص العالم العرب وغيرهم أو المسلمون وغير المسلمين ؟
الدراسات السابقة :
توجد دراسات كثيرة تعالج السلبيات والمشكلات التي جاءت على يد مستخدمي غرف الدردشة والانترنت
في دراسة في ( موقع جريدة الشرق الأوسط ، يناير 2004 ) تؤكد إن 70% من مستخدمي الانترنت في العالم العربي مدمنون باستخدام غرف الدردشة ، حالة طلاق بسبب غرفة الدردشة في مصر ، بل وصل الأمر كما في بعض الحكايات أن يتعرف الشباب والشابات وإرسال الصور والعناوين الاكترونية ، وتعرض الدراسة تساهل الأسر أو العكس منع بناتها من أسباب الدخول في غرف الشات ، وتنقل الدراسة من إحدى الدراسات الأمريكية أن الخيانة الزوجية تبدأ من غرف الدردشة ، ويتزايد عدد المتزوجين الذين يدخلون غرف الدردشة "
وتحت عنوان ذي صلة " ما يستنزف المال والوقت معاً
دردشات الجوال .. الطريق إلى ساحات الرذيلة " أحد المواقع الاكترونية ( 25/10/2010) يتساءل المرء هل الدردشة أصبحت سمة للعرف في البيت والشارع والعمل والمدرسة والجامعة ؟ والآن ظهرت " الشات " كبديل للدردشة العادية من خلال شبكة الانترنت وتطور الأمر أن جهاز الموبايل ينظم هذه الدردشة والهدف طلب التسلية والمتعة ، وتأكل هذه الدردشة الأموال وتضيع الوقت والمال الذين يسأل عنهما الإنسان يوماً ما ، ولعل هناك أسباباً كثيرة وراء هذه الدردشة منها الفراغ والوحدة وضعف الوازع الديني وعدم الخوف من رب العباد ، والتعرف على الجنس الآخر ، والاستهتار بالناس وإيذائهم
وفي الموقع الاكتروني السابق نصائح من خبيرة بمرحلة المراهقة لتجنب المراهقين عن المواقع والمصادر المشبوهة التي تزود الشباب بالمعلومات الخاطئة قالت وهي تتحدث عن جوانب النمو المختلفة للمراهق من حيث النمو الجسمي والانفعالي والعقلي والاجتماعي.. تتحدث عن النمو الجنسي (( الحياة الجنسية للمراهق تتأثر وتؤثر في كل من النواحي الجسمية والفسيولوجية والاجتماعية والانفعالية ويحاول المراهق أن يعرف الكثير عن حقائق الجنس من مصادر متعددة وإذا انعدمت المصادر العلمية فأمامه طرق أخرى للتوصل إليها وتكمن خطورتها في أن معلوماتها لا تكون صحيحة دائماً . ولذلك يتوجب على الوالدين القيام بتنمية الاتجاه السليم نحو الجنس والجنس الآخر وذلك من خلال تقديم معلومات صحيحة وصادقة وتوضيح طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة من وجهة نظر الدين والمجتمع، وتزويد المراهق بمعلومات كافية عن فسيولوجية الجنس والزواج والأمراض السرية، وتنمية الشعور باحترام الجنس الآخر كهدف في حد ذاته مجرد عن رغبة أخرى تمهيداً لجو الاختلاط في الجامعة أو في ميدان العمل ووضع حدود واضحة بين العلاقات الاجتماعية والعلاقات الجنسية.
وفي مقال آخر (2008) عن ايجابيات وسلبيات المنتديات أن الانترنت ، هناك المنتديات الجادة وأخرى سطحية ، والإنسان العاقل يحكم بينهما ، ثم أن المنتديات الجادة فتحت المجال لبعض من تنمية هواياته وإبداعاته خاصة الكتابة وإبداء الرأي والنقد وتطوير الذات ، بينما الإساءة إلى الآخرين والتلفظ بكلمات جارحة ومشينة للأخلاق فهي تعكس مستوى من يدخل هذه المنتديات أو غرف المحادثة
عقد مؤتمر " مراهقون الانترنت " في القاهرة (2010 ) وتشير دراسة د. عبدالرحيم أن 66% من الشباب يدخلون المواقع الإباحية و52% يحب الاختلاط مع الجنس الآخر من خلال الانترنت ، ولعل سوء استخدام الشباب للانترنت أدى إلى زيادة السلبيات لهذه الشبكة ، ومن السلبيات العزلة الاجتماعية ، وتفريغ الغريزة الجنسية في غرف المحادثة وتكوين ثقافة جنسية لدى المراهقين وضعف الذاكرة لدى المراهقين عند المكث ساعات طويلة في غرف الشات
طرح موقع منتديات المدرسة الاكترونية سلبيات وإيجابيات " اللاب توب " ( 2009) ومن السلبيات العزلة التي فرضها مستخدم " اللاب " على نفسه وتوجد إحصائيات من الولايات المتحدة أكثر من مائة مليون طفل يقضون أمام " اللاب " بعد منتصف الليل ، ومنها تهديد للثقافة القومية وضعف القراءة وعدم القراءة من الكتاب حيث يقضي الأبناء معظم وقتهم أمام شاشة " اللاب " وكذلك التلفظ بكلمات نابية وألفاظ سوقية واستهتار بالناس وإضاعة الوقت بالأمور التافهة
جاء تحريم دخول الشاب والشابة في غرف " الشات " من قبل بعض علماء الدين في المغرب حتى في الأمور العامة والمباحة ففي موقع نبراس الشباب ( أكتوبر 2009 ) وقد أجرى الموقع حوارات مع شباب وشابات حول التحريم وما تقدمه غرفة الشات وهل يؤيدون المحادثة بين الشاب والشابة وقد أيد أكثرهم هذه المحادثة للتعرف على الجنس الآخر والارتباط العاطفي بينهما ، لكن مع بعض الضوابط ، وهناك بعض يستغل المحادثة في توعية الشباب والشابات ، وبعض لا يؤيد التحريم وبعض يتحفظ
وتدعو إحدى مستخدمات " الشات " الفتيات مثلها الابتعاد عن غرفة المحادثة لأنها تؤدي إلى الندامة وليس وراؤها منفعة وأخرى تقول أنها دخلت لتحل مشكلاتها العائلية إلا إنها لم تجد الحل ، وقال آخر أن غرفة الشات أصبحت تشجع على الخيانة الزوجية وتقول أخرى أن للشات إيجابيات منها تقريب المسافة بين المغتربين وأسرهم وبحث البنات عن العلاقات العاطفية مع الشباب لقضاء وقت فراغهن ( موقع ملتميديا ، كريم البحيري، 2010 )
نقلاً عن موقع " مدرستي " الاكتروني : الانترنت ظاهرة اجتماعية
كتبه الموسوي :
يعتبر الإنترنت ضروري من ضروريات الحياة ، فهو عبارة عن شبكة عالمية ، يربط الحواسيب في العالم ببعضها إلكترونيا ، ويستخدمها عدد هائل من البشر في جميع أنحاء العالم وبمختلف الأعمار والأجناس ، كما أصبح من الصعوبة الاستغناء عنه ، حيث يعتبر من أهم وأسرع وسائل الاتصال وتبادل المعلومات في عصرنا هذا ، لذا فهو مكتبة متنقلة وسلاح ذو حدين ، إما أن ينفعنا وإما أن يضرنا ، فجانب النفع يتركز في ضمان وانتشار المعلومات والحصول على المواضيع العلمية والاجتماعية والاقتصادية والطبية ، وسرعة الرجوع إليها في أي وقت بكبسة زر واحدة ، كما أنه يسهل التواصل مع الآخرين وفي جميع أنحاء العالم صوتا وصورة بأقل تكلفة .
أما لو نظرنا إلى الجانب السلبي ، فإنه قد يترك ضرراً أو أثراً سيئاً في حياتنا ، حال الاستخدام الغير لائق له ، كالدخول إلى المواقع الإباحية والمنتديات الفاسدة والضارة ، والإسهام في نشر وقراءة الأفكار المنحرفة عن طريق المشاركات السيئة في المنتديات ، أو في نشر مقاطع الفيديو المخلة بالأخلاق ، التي تخدش بالحياء ، فيطلع عليها ملايين البشر من الجنسين ، كما لا ننسى أنه يساعد على ضعف العلاقات الاجتماعية والتواصل المباشر مع الآخرين .
فهذا الجهاز الصغير بحجمه والكبير بأفعاله ، الذي وضعنا في قلب العالم وعرفنا بما يدور من حولنا من أحداث بسرعة هائلة وبأقل تكلفة ومجهود ، علينا أن نحسن استخدامه وعدم الإدمان عليه لساعات طويلة ، حتى لا يصبح نغمه ، وبالتالي يتسبب في انتشار وتفشي العديد من الأمراض النفسية والعصبية والتشرد الذهني
في موقع " Answers.com " وتحت عنوان : ما سلبيات غرفة المحادثة ؟
جاء : معظم غرف الشات لم تصمم لأغراض تعليمية ، ثم أنها مضرة لطلاب المدارس خاصة التي تتناول القضايا الجنسية أو التي تخل قواعد الأخلاق ، لذا يستغل بعض المجرمين هذه الغرف في صيد فتيات المدارس والتحايل عليهن وابتزازهن جنسياً
وفي موقع الكتروني آخر جاء فيه :
هو موقع مخصص للكويتيين الذين يريدون الزواج والبحث عن شريك حياتهم. الكويتيون يواجهون صعوبة في أن يجدوا الزوج المناسب.
هذا الموقع صمم لتسهيل عملية البحث لإيجاد الشريك المناسب مع الأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد الكويتية. الهدف من الموقع هو مساعدة الكويتيين في إيجاد شريك حياتهم بطريقة محترمة وآمنة.
هل هذا الإعلان يكفي وهل يثق به الناس خاصة في قضية مصيرية وهامة بالنسبة للذكر والأنثى ؟ وقد يستغله بعض في تحقيق مآربه وخدعه لأنه يظن انه طريق سهل لصيد الفتيات العانسات أو بالعكس
بعد تزايد أعداد مستخدمي شبكة الانترنت فقد زاد عدد مستخدمي غرف الدردشة في دول العالم مما أدى إلى تخوف هذه الدول من انتشار الإباحية بين الشباب الذين هم أكثر استخداماً ودخولاً لغرف الدردشة ، وقد وضعت الدول برنامج حماية للتحكم بشبكة الانترنت وتفادي سلبياتها إلا أن هناك طرقاً للخروج من هذه الحماية ، ثم أن الحماية تجدي لمدة سنة واحدة ، لذا الخوف من المحاولات التي تعرقل الحماية ، ويأتي دور الأسر بعد دور الحكومات ودور المساجد والخطباء ودور موزعو الانترنت الذين يتحكمون في شبكة الانترنت بسبب كثرة مقاهي الانترنت ( شبكة الانترنت ، ما لها وما عليها ، الموسم الثقافي التربوي للمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج ، أبريل 2000م )
سلبيات غرفة الدردشة :
بعد استعراض هذه الدراسات والمقالات يمكن حصر سلبيات غرف الدردشة أو الشات كما يلي :
1- مشكلات الطلاق والانفصال بين الأزواج كما تشير الدراسات حيث أن غرف الدردشة تجعل كل زوج يتعرف على الجنس الآخر نتيجة للفراغ الروحي والعاطفي ، ولعل بعض يتخذها وسيلة للتسلية في بداية الأمر ثم يتطور الأمر إلى عقد لقاءات وأخيراً تحدث خيانات زوجية
2- يستغل بعض الشباب غرفة الدردشة للتحايل وخداع الفتيات بعنوان المحب وأخذا الصور وعناوين البريد الاكتروني منهن ثم تهديدهن بنشر الصور وفضحهن إذا لم يحققن رغباته
3- العزلة الاجتماعية وراء إدمان الشباب في استخدام الانترنت وبالذات غرف المحادثة مما ينعزل الشاب عن محيطه الاجتماعي حتى أنه قد لا يعرف سوى الأصدقاء والصديقات الوهميين من خلال غرفة المحادثة ، وهذه العزلة لها آثار سيئة على الشباب منها الانشغال عن الدراسة والرسوب أو الانقطاع عن الدراسة أو ضياع مستقبله الدراسي ، وضعف الروابط الاجتماعية بينه وبين أفراد أسرته
4- تكوين ثقافة جنسية قائمة على الإباحية وإثارة الشهوات حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن أكثر من 66% من المراهقين يدخلون المواقع الإباحية وهذه المواقع تصور للمراهقين أن الحياة هي إشباع الغريزة وأنه ليس هناك عفة وحياء لدى البنات
5- تخلي عن قيم الإسلام والعادات الأصيلة واعتقاد بقيم شباب الغرب والشرق وهي القيم التي لا تقيم وزناً للدين والأخلاق والثوابت الوطنية بل واعتناق أفكار ملحدة كما بالنسبة لعبدة الشيطان الذين تم التعرف عليهم في المدارس
6- إضاعة وقت الشباب في أمور لا تغني ولا تسمن من جوع ، أمور قد تكون محرمة شرعاً أمور يتشاغل بها الشباب عن دراساتهم المدرسية والجامعية وأيضا يقل إنتاجهم في العمل ، ويفتح المجال لعديمي الضمير استغلال الفتيات لتحقيق مآربه الدنيئة
القسم الثاني : الدراسة الميدانية
أهمية الدراسة :
هذه الدراسة من الدراسات الجديدة وتعالج قضية معاصرة قد ابتلي بها كثير من أبنائنا وشبابنا ، وهي دخول غرف المحادثة ( الشات ) لساعات طويلة إلى درجة الإدمان ، وحصول انتهاكات ومحرمات كما يحكيها أصحاب من غرر بهم
مشكلة الدراسة :
أكثر علماء الكمبيوتر متفقون على أن أكثر السلبيات التي تظهر من خلال شبكة الانترنت الجرائم الاكترونية ومن غرف المحادثة ، وهذه الدراسة تبين بعض السلبيات الناتجة من قبل مستخدمي غرف الشات
أهداف الدراسة :
التعرف على سلبيات غرف الدردشة ، وإيجاد حلول للتغلب على هذه السلبيات
فروض الدراسة :
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بشأن تأييد دخول غرف الدردشة بين الذكور والإناث
لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بشأن تأييد الاختلاط بين الذكور والإناث
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الجيل الجديد والجيل القديم حول مفهوم الاختلاط
حدود الدراسة :
تقتصر الدراسة على مجموعة من الشباب والشابات من البلدان العربية الذين يدخلون غرف المحادثة مع تركيز الدراسة على سلبيات غرف الدردشة
خطوات إجراء الدراسة :
أ- اختيار عينة الدراسة :
تتناول الدراسات مجموعة من الشباب والشابات تتراوح أعمارهم بين 16-35 سنة تم اختيارهم عن طريق البريد الاكتروني أو الأيميل ومن مختلف الدول العربية
ب- بناء أداة الدراسة :
أداة الدراسة وجدت في إحدى المواقع الاكترونية وقد نقل بعض من اجل إصدار فتوى دينية حول دخول غرفة الدردشة أو المحادثة ، واعتمدنا هذه الأداة في دراستنا الحالية وهي أداة استطلاع رأي أكثر منها أن تكون أداة " الاستبانة "
( راجع الملحق ) ، إلى جانب الاستعانة بالمواقع الاكترونية كأداة ثانية لجمع المعلومات حول سلبيات غرف الدردشة
ج- المعالجة الإحصائية
يمكن التعامل مع بيانات هذه الدراسة باستخدام برنامج (SPSS ) الخاص بهذا النوع من الدراسات الاجتماعية خاصة المنهج الوصفي منها
استخراج نتائج الدراسة
1- أجاب كل أفراد العينة ب " نعم "( 100% ) عن السؤال الأول وهو هل أنت ممن يدخل المنتديات المختلطة ويشارك فيها؟
2- وأجابوا أيضا ب " نعم " ( 100%)عن السؤال الثاني وهو : هل تفضل أن تشارك باسم يدل عليك ( فتاة أو فتى ) ؟
3- وحول السؤال الثالث : ما رأيك في دخول الفتاة للمنتديات المختلطة وتبادل وجهات النظر مع الإخوة والأخوات؟
فقد كانت الإجابات : لا اشكال (65%) ، ضرورة قصوى ( 15%) ، وجهات نظر هادفة (10%) ، لا إشكال بشرط حديثها يكون في حدود (10%)
4- وأجاب معظمهم عن السؤال الربع : ما الذي يدفع الشاب للنيل من الفتاة في الإنترنت ولو لم يظفر منها سوى بالخديعة والتلاعب بعواطفها؟ اختر أكثر من إجابة ؟ كانت الإجابات :
ضعف الوازع الديني ( 60% )والتسلية ( 30%)
والفراغ (10%) ( الأخيرة لم تكن موجودة في القائمة )
5- وأما السؤال الخامس : ما موقفك إذا علمت أن إحدى محارمك أو بناتك تشارك في المنتديات المختلطة وتعلق على مشاركات الإخوة والأخوات على حد سواء،وتتبادل معهم كلمات الشكر والثناء..
فقد كانت الإجابات :
الأمر عادي جداً فأبي يثق بي كل ثقة والحمد لله لن أخذله أبداً ( 25%)
اترك لها الحرية وأشجعها إذا وثقت بها (20%)
أوافقها وأشجعها ولكن أراقبها (40%)
احذرها والمفترض أن أكون واثقاً من أنها ستتوقف بمجرد تحذيري لها (15%)
6- ما سبب وقوع فتياتنا في شراك الإنترنت؟(ولك أن تختار أكثر من خيار وهذا السؤال السادس ، وكانت الإجابات :
الفجوة بين الفتاة والأم ( 40%)
ضعف الوازع الديني (25% )
الجفاف العاطفي (20% )
الفراغ (15%)
7- السؤال السابع : " أحيانا الشاب والفتاة يدخلان المنتديات المختلطة بنية الدعوة لله ،
ثم يكونان فريسة لمكر الشيطان فيقعان في المحظور والافتتان ببعضهما ،وعلى الأقل يبديان نوعا من الإعجاب ويسهبان في ذلك بشكل يخرج عن دائرة الحشمة ويخل بالحياء، باسم النصح وتحت مظلة الشرع!"
ما مدى واقعية هذه العبارة في نظرك؟
كانت الإجابات :
اقرأ وأسمع بتلك الحوادث لكن لا أعلم حقيقتها ( 54% )
واقع مشهود ( 12%)
لم أسمع بهذه القصص ( 24% )
لكني واثقة أن هذا يحصل (10%)
8- لا شك أن السلامة من الاختلاط في الإنترنت لا يعدلها شيء"
ما مدى تأييدك لهذه العبارة ؟ وهو السؤال الثامن
والإجابات هي :
أوافق ( 60% )
لا أوافق ( 10%
أيدها بشدة ( يقصد العبارة ) (30% )
9- السؤال التاسع : هل حاولت الحصول على فتوى في الموضوع؟
أكثر قالوا : لا ( 90% )
بعض آخر قال : نعم لكنني لم أحصل على إجابة واضحة وكان الجميع يتهرب عن الإجابة ، فحبذا لو تم نشر فتوى واضحة ( 10% )
مناقشة نتائج الدراسة :
1- يتبين من السؤال الأول أن أفراد العينة أجمعوا أنهم دخلوا المنتديات المختلطة وهذا يعني إما أنهم شباب وشابات وأن هذه الوسيلة أي غرفة المحادثة سهلت لهم الدخول والتعرف على الجنس الآخر ، مع عدم وجود رقيب ولعل هدفهم هو عقد علاقات عاطفية مع التعرف الجنس الآخر بحكم أنهم شباب ، ومراهقون ،وفي إحدى الدراسات السايقة أيد (52%) دخول غرف المحادثة المختلطة ، وفي دراسة أخرى المتزوج يدخل هذه الغرفة أنه يريد أن يتعرف على الجنس الآخر من أجل التسلية أو إشباع شهوة كما أشارت بعض الدراسات عن حدوث الخيانات الزوجية بسبب غرفة المحادثة ، وقد تحقق الفرض الأول للدراسة
2- يفهم من الإجابات أن أفراد العينة هم مراهقون وأنهم يريدون بيان جنسهم للطرف الآخر ( فتى – فتاة ) من أجل التعارف خاصة وهذه المنتديات مختلطة والذي يقصدها هو التعرف على الجنس الآخر والاستماع إلى وجهة نظره من باب حب الفضول وحب الاستطلاع والتسلية وقضاء وقت الفراغ
3- حيث أن جيل الشباب لا يمانع من التحدث مع الجنس الآخر وهكذا بالنسبة للشابات ، وكما أنهم يعرفون أن هذه المنتديات مختلطة ، فيفهمون أن الاختلاط شيء عادي ويعايشونه في كل مكان ، ولو أن بعضهم يشترط أن لا تتأثر الفتاة وتقع في الفتنة فهم مجمعون على تبادل الحديث بين الفتاة والفتى بسبب الجو العام الذي يفرض ذلك ، ومن هذا الجو غرفة " الشات " وبقية أجهزة الأعلام والاتصالات وميادين الأعمال التي لا تمانع الاختلاط والجامعات والأماكن العامة ، أما أن جيل الكبار لا يشجع هذا خوفاً من الفتنة والوقوع في المعصية وقد يذكرون مقولة " إذا اجتمع الذكر والأنثى فان الشيطان ثالثهم "، بينما جيل الشباب يخالفونهم هذا الرأي ، وقد تحقق الفرض الثالث للدراسة
4- اتفاق أكثر أفراد العينة على " ضعف الوازع الديني" لمن يخادع الفتاة
والخديعة والمكر ليس من صفات المسلم وإذا وجدت في مسلم فهو ضعيف الإيمان ، ثم أنهم شباب مراهقون فيهم صفة عدم الغش والظهور بمظهر الطيب خاصة مع الجنس الآخر خاصة وان المراهق يحاول أن يتوافق مع ذاته ومع الآخرين والمبالغة في التأنق بارتداء الملابس والأزياء لجذب الطرف الآخر إليه
5- معظم أفراد العينة أيدوا دخول قريباتهم غرف الشات المختلطة بشرط المراقبة بينما الأقل يمنع منعاً باتاً دخول هذه الغرف ، وهذا يعني أن أكثرهم شباب مثلما يجد لنفسه الحق في الدخول في غرف المحادثة فأنه لا يمانع أخته أن تدخل مع الرقابة ، وهذا يدل أن الجيل الحالي لا يمانع الإناث من فعل أشياء كثيرة كانت حكراً على الذكور لدى الجيل السايق أو جيل الآباء والأجداد بسبب الثقافة وهذه الوسائل التي تنادي بالمساواة بين الذكر والأنثى ، وأما الذي يرفض دخول أخته فهو متأثر بالتربية الدينية أو بسبب البيئة التي تؤمن بسيادة الذكر على الأنثى كما في بعض الأرياف والقرى في الدول العربية والإسلامية
6- ذكر بعض أفراد العينة أسباب دخول الفتيات المنتديات المختلطة مثل الفجوة بين البنت والأم أي عدم تأثر البنت بنصائح الأم وضعف العلاقة بينهما ولو أن هذا السبب ليس رئيساً ذلك أن في الغالب البنت تتأثر بأمها وتبوح بكل أسرارها إلى أمها إلا أن الجيل الجديد من البنات يرون أن الأم وهي من الجيل القديم لا تفهم ما يريده الجيل الجديد وأن ما تراه البنت من دخول غرف المحادثة أنه شيء طبيعي وسائد بين البنات على الرغم من رفض الأمهات لهذا الأمر ، ولعل الذي أجاب ب " وجود الفجوة بين الأم والبنت " أراد أن يميز بين جيل الأمهات وجيل البنات في رؤية الأمور ، وأيضا أجاب بعض بضعف الوازع الديني كسبب من أسباب لكن يلاحظ أن مفهوم الوازع الديني غير واضح لدى بعض أفراد العينة وأنه ذكر هذا السبب إلى جانب بقية الأسباب حيث يسمع عن الوازع الديني ويقرأ عنها إلا أن في نظره أن المسلم يرتكب المحرم لفقدان هذا السبب ، وبالتالي يعرف يقيناً أن أكثر الشباب مثله يقعون في المحرمات بسبب ضعف الوازع الديني ، ومن جانب يجد أن أفعاله وأفعال أصدقائه كشباب ومراهقين قد لا تدخل ضمن المحرمات من الناحية الدينية بسبب تكرارها وانتشارها بين فئات الشباب حيث تأثر الشاب بثقافة " الشلة " أي الأصدقاء ، ومن الأسباب التي ذكرها أفراد العينة الجفاف العاطفي ذلك أن جيل اليوم يحتاج إلى العاطفة والحنان فقدهما بسبب المادية الثراء وإشباع الحاجات المادية حيث يظن أكثر الآباء والأمهات أن هذه الحاجات مهمة وأنها تكفي ونسوا الحاجات المعنوية التي تقوي العلاقة بين الأباء والأبناء مثل الحنان والحب والمكث مع الأبناء والتعرف على مشكلاتهم والاستماع إليهم ، ولعل من أسباب جرائم الأحداث في المجتمعات الغنية كما تشير الدراسات الحديثة هي جذب انتباه الوالدين إلى الأبناء لأن الأبناء فقدوا الحنان والحب وظن الكبار أن عليهم توفير الأمور المادية لأبنائهم ، وانشغل الكبار بأمورهم الخاصة ، وهذا يعني أيضا أن الكبار تخلوا عن تربيتهم للأبناء ـ فظهرت مؤسسات بديلة و جديدة غير البيت والمدرسة تقوم بتربية الجيل الصغار ، لهذا ظهرت مفاهيم لدى الجيل الجديد تختلف كل الاختلاف عن مفاهيم الجيل القديم ، ومن الأسباب الفراغ وهذا السبب لم يذكر في قائمة الأسباب في أداة الدراسة إما عمداً أو سهواً واكتفى معدو الأداة بكلمة " أخرى " ، وهذا السبب ( الفراغ ) يعاني منه أكثر الشباب والشابات في غياب البرامج التي تنظم هذا الفراغ أو قلتها وحتى المؤسسات الرياضية والثقافية والاجتماعية والترفيهية وغيرها برامجها مكررة وبعضها لا يلبي احتياجات الشباب مع وجود أجهزة الاتصال والانترنت المليئة بمخاطبة هؤلاء الشباب وإشباع رغباتهم وميولهم ، في الغالب هذه الأجهزة والوسائل تشبع الأمور المادية وتغير في هوية وشخصية المسلم
7- من خلال إجابات أفراد العينة يتبين أنهم لم يبتلوا بهذه المشكلة خاصة وأنهم اتخذوا غرفة الدردشة وسيلة محادثة والتعرف على الجنس الآخر لذا أجاب أكثر من نصف عدد أفراد العينة أنهم لم يسمعوا بتلك الحوادث ، وحتى من أجاب ب " واقع مشهود " فهو لم يكن ممن اتخذ غرفة الشات للدعوة إلى الله سبحانه وإنما قد يكون قد سمع أو قرأ مثل الصنف الأول أو يريد أن يؤيد الفكرة المطروحة ، بينما أجاب بعض بلا لنؤكد القول على أن كل أفراد العينة لم يمر بتجربة الدعوة إلى الله عز وجل فوقع في المحظور ، ومن جانب آخر قد يكون هناك من تورط بهذه المشكلة وهذا ليس عيباً حيث أن أفراد العينة ممن هم في سن المراهقة والشباب قد يتأثرون بأصدقائهم أو ممن في سنهم فيتخذ غرفة الدردشة للتعارف والحديث مع الجنس الآخر ، وبالتالي نميل إلى القول أن هذه الشريحة المستهدفة هم من الشباب والمراهقين وقد تأثروا بهذه التقنيات الحديثة التي وجدت لتشبع ميولهم وغرائزهم بعد أن لم تشبع هذه الميول مؤسسات البيت والمدرسة والمساجد والمجتمع وأجهزة الأعلام المرئية والمسموعة
8- موافقة أكثر أفراد العينة على العبارة " لا شك أن السلامة من الاختلاط في الانترنت لا يعدلها شيء " سواء موافق أو موافق بشدة قد تعني إما أنهم لا يؤيدون الاختلاط كما يفهم من العبارة وحسب رأي من نقل أداة الدراسة من إحدى المواقع الاكترونية وهدف إعداد هذه الأداة ،
وإما أن المقصود السلامة من الاختلاط عدم وقوع في المحظور وهو ما فهمه أفراد العينة ، وحيث أنهم شباب إلا أنهم لا يحبون الحرام أو الوقوع في الفتنة ، إلا أن الاختلاط في نظرهم ليس بالضرورة يؤدي إلى الحرام ، والدليل على ذلك أجمع أفراد العينة على دخول المنتديات المختلطة كما ذكرنا في إجابة السؤال الأول ، لهذا نختلف مع معد الأداة كما سوف نبين ذلك لاحقاً
9- يبين إجابة هذا السؤال ( التاسع ) الهدف الذي أراده ناقل هذه الأداة كما يفهم من كلامه وهو : "هذا استبيان وجدت فكرته في أحد المواقع
فاستعنت بالله واجتهدت .وأطلب تعاونكم للضرورة ولإتمام دراستي في الموضوع.
وأرجو تحري الصدق والأمانة والجدية فنحن سنسأل يوم القيامة عما تخطه أناملنا،
وأنوه على أن هذا الاستبيان ما هو إلا قراءة لرأي شريحة مهمة في المجتمع أنت عضو منها فلا تستهين برأيك . الهدف من هذه الإستبانة الدراسة الواقعية للموضوع عن طريق النظر في النتائج وعرضها على بعض من مشايخنا الكرام لإصدار فتوى "
حيث أن معظم أفراد العينة أجابوا ب " لا " عن سؤال :
هل حاولت الحصول على فتوى في الموضوع ؟
نقول : ماذا يعني ذلك ؟ أن أفراد العينة لم يتعودوا أخذ رأي الشرع دائماً في قضاياهم بل حتى الكبار من المسلمين أكثرهم لم يأخذ رأي الشرع
وهذا يدل على أن المادية وتوجه الناس على زخارف الحياة الدنيا وانحسار رأي الشرع في جوانب ضيقة من حياتنا اليومية ، أو أن الشريعة لم تشمل كل مناحي الحياة سوى العبادات من صلاة وصوم وحج وزكاة ..ألخ وهذا ما نشاهده في كل بلدان المسلمين إلا ما ندر
ثم أن علماء الدين أكثرهم لم يتصدى لكل مخترع أو وسيلة جديدة تطرح على الساحة الاجتماعية ، ولها أثر على حياة الناس ، وينتظر العلماء أن يسأل الناس العلماء عنها ، كذلك رأي العلماء قد لا يسمع إلا عند قليل من الناس أو ممن يتدين بفتوى العلماء ، بل بعض العلماء ليس له رأي واضح بهذا الخصوص كما قال أحد أفراد العينة بالقول :
" نعم لكنني لم احصل على إجابة واضحة وكأن الجميع يتهرب من الإجابة فحبذا لو تم نشر فتوى واضحة ، لذا لعله الوحيد من أراد أخذ رأي العلماء "
كذلك ما طرحناه تؤيده نتائج دراسة أجريت في المغرب حول فتوى تحريم غرف الدردشة ، حيث لم يتأثر بعض الشباب بهذه الفتوى ، وأيد أكثرهم دخول هذه الغرف للتعرف على الجنس الآخر والارتباط العاطفي بين الشاب والشابة
التوصيات
سوف نذكر بعض التوصيات التي تكون بمثابة طرق حلول لتفادي السلبيات التي جاءت نتيجة الاستخدام السيء لغرف الدردشة أو المحادثة
1- تكاتف جهود الدول على وضع ضوابط لبرامج الانترنت خاصة غرف الدردشة ومحاولة طرح قضايا هامة تمس الشباب ودورهم في رقي بلدانهم ، مع حجب وإغلاق غرف الشات للتعارف بين الجنسين وتدعو إلى انحراف الصغار والكبار
2- إغلاق المواقع الإباحية التي تنشر الرذيلة بين الشباب
3- عقد اتفاقيات دولية بين الدول في كيفية التغلب على سلبيات شبكة الانترنت وجعل هذه الشبكة نافعة للنشء من خلال البرامج التعليمية التي تخدم المناهج المدرسية أو البرامج الثقافية والبحثية والاجتماعية بحيث تكون شبكة نافعة للجميع وتساهم في حل كافة المشكلات ، ومحاربة من يستغل هذه الشبكة في نشر الفساد
4- تزويد المناهج المدرسية بمهارات وثقافات يحتاجها المراهقون والشباب منها الثقافة الجنسية والفروق بين الذكر والأنثى وتكوين الشخصية السوية والصالحة وبيان أضرار العلاقات المشبوهة بين الذكر والأنثى ، وتنمية مهارات الحوار الهادف والتعبير عن الرأي واحترام وجهات وآراء الآخرين
5- على خطباء المساجد وعلماء الدين والمفكرين المهتمين بشئون التوعية الإسلامية الاستفادة من نتائج هذه الدراسة وتوصياتها وتكثيف الجهود وتصميم البرامج التوعوية المختلفة لجذب الشباب والشابات وتوعيتهم بمخاطر غرف الدردشة
6- إجراء مزيد من الدراسات حول غرف الدردشة لتوعية الشباب والشابات وبيان درجة الإدمان للدخول في المواقع المحظورة ، والأضرار الناجمة ممن هذا الإدمان منها إضاعة الوقت والمال والجهد في دهليز هذه الغرف ، وما يحتاجه الكبير والصغير من هذا الوقت والمال والجهد في إدامة حياته ليكون عضواً فعالاً للناس
22/5/2012