ما زال صغيراً في استخدام التكنولوجيا
TOO YOUNG FOR TECHNOLOGY?
بقلم / Christianne Winthrop
ترجمة الباحث / عباس سبتي
يوليو 2017
كلمة المترجم :
ترجمنا عدة مقالات ل " Cris Rowan " بشان تأثير أجهزة التكنولوجيا على الأطفال الرضع وغيرهم حتى السن (12) ، وقد اشتهرت بكتابها " Virtual Child " الذي يتعامل مع أثر استخدام اجهزة التكنولوجيا على الأطفال ، وحسب آخر إحصائية فان الأطفال ينفقون ما بين " 7،5" ساعات في اليوم على اجهزة التكنولوجيا الترفيهية ، ولذا ننصح أولياء الأمور على قراءة هذه المقالات المنشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية خاصة وأن أجهزة الآيباد أو الأجهزة اللوحية قد غزت كل البيوت وأن الأطفال الرضع ومن أكبر منهم سناً لا يفارقون هذه الأجهزة وبالتالي أثرت على نموهم الجسدي والنفسي والعقلي والاجتماعي .
مقدمة :
ما الجهاز التكنولوجي الذي يمتلكه طفلك ؟ وما يعيق نمو دماغه ؟
الطفل الأميركي العادي يستهلك أكثر من سبع ساعات في اليوم في استخدام وسائل الإعلام سواء التلفزيون أو أجهزة الكمبيوتر أو ممارسة ألعاب الفيديو وغيرها من الأجهزة ، في حين يرغب كثير من الآباء في أن يكون أطفالهم مستعدين لدخول عالم يعتمد كلياً على أجهزة التكنولوجيا ، أظهرت الدراسات الحديثة أن ما يسمى بالتليفزيون التعليمي للأطفال الذين يبلغون من العمر 24 شهرا أو أقل ليس مفيدا لهم وقد يؤدي زيادة التعرض لهذه الأجهزة إلى إلحاق ضرر فعلي بالتنمية لأطفال كل الأعمار .
من الولادة إلى السنتين :
عندما يولد الطفل هناك ما يقرب من " 100 " مليار الخلايا العصبية في جسمه ، وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة سوف ينمو الدماغ أسرع من أي عمر من عمر الطفل ، و المحفزات تؤدي إلى أن تلك الخلايا العصبية تشكل الاتصالات التي ستكون الأساس المادي للنمو والتعلم لدى الطفل ، و توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن يبذل الوالدان قصارى جهدهما لحماية الرضع والأطفال الصغار من مخاطر التلفزيون والفيديو ، " Cris Rowan " هي طبيبة الأطفال وخبيرة تنمية الطفل ومؤلف الطفل الظاهري تقول : الحقيقة المروعة حول ماذا تفعل التكنولوجيا بالأطفال، وتضيف : "إذا كانت بيئة الرضيع تيقدم عوامل حاسمة لتعزيز التنمية فأن الرضع يصل النمو الجسدي والعقلي والاجتماعي الأمثل ... وإذا كانت بيئة الرضيع تشجع على استخدام التكنولوجيا والعزلة ومحدودية الاتصال البشري فأن نمو الرضع سوف يكون ضعيفاً وبالتالي تؤثر على جميع جوانب حياته في المستقبل ".
سنتان إلى 6 سنوات :
أدمغة الأطفال عبارة عن قطعة الإسفنج وقدراتهم على المهارات الحركية لا تزال تتطور، مما يجعل اللعب في الهواء الطلق يكون أساسي لهم ، وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال الحد من وقت الشاشة إلى أقل من ساعتين في اليوم لجميع الأطفال، ولكن " Rowan " تنصح الآباء يجب ألا يعرضوا أجهزة التكنولوجيا لأطفالهم حتى مرحلة رياض الأطفال ، واستشهدت بدراسة قامت بها جامعة " Massachusetts " ونشرت عام 2009 حيث خلص الباحثون إلى أنه بعد دراسة 50 طفلا تتراوح أعمارهم بين 1 و 3 سنوات، فإن كلا من نوعية وكمية التفاعلات بين الوالدين والطفل انخفضت بشكل كبير عندما كان الأطفال يتعرضون إلى برامج التلفزيون ، ويشير الباحثون إلى أن "التعرض المبكر والمزمن للتلفزيون قد يكون له تأثير سلبي على نمو الأطفال لأن "التفاعل بين الوالدين والطفل الإيجابي يلعب دورا هاما في تنمية الأطفال جسدياً وفكرياً " ، ومع ذلك، فإن " Rowan " تشير إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين استخدام التلفزيون كمربي للأطفال وبين جلوس الآباء مع أطفالهم معاً لمشاهدة فيلم صديق للأسرة .
ست سنوات إلى 12 سنة :
عندما ينتقل الطفل من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة الطفولة الوسطى وإلى المراحل الأولى من سن البلوغ يبدأ الدماغ بعملية التقليم والتهذيب ، حيث يتم القضاء على الاتصالات غير المستخدمة وغير الضرورية بناء على خبرة الاستخدام ، ولكن لا يوجد حكم نهائي والبحوث جارية على قدم وساق ، وهناك بعض الذين يؤمن في "استخدام الدماغ أولا " ، وأن الكيفية التي يقضي الطفل وقته سوف تؤثر على الأسلاك الصلبة للدماغ ، وهذا يعني أنه إذا كان الطفل يقضي فترات طويلة من الزمن في مشاهدة التلفزيون ولعب ألعاب الفيديو بدلا من التعلم الأكاديمي ، فإن عملية التعلم بالمدرسة تضعف ، وتقترح " Rowan " استخدام معتدل للتكنولوجيا في هذه السنوات مع عدم وضع أجهزة التلفاز والكمبيوتر وألعاب الفيديو في غرف نوم الأطفال وإنما تكون في صالة المعيشة تحت رقابة الوالدين .