تفكير الأسرة في خلق بيئة منزلية تساعد الأطفال كيف يفكرون بأنفسهم
Families That Think - Creating the Proper Family Environment So Our Kids Can Think for Themselves.
Dr. Elisa Medhus تأليف إليسا مدهوس
ترجمة الباحث : عباس سبتي
مقدمة :
المؤلفة وهي أم ألفت كتاب " رفع معنويات الأطفال الذين يفكرون بأنفسهم " لها 13 سنة خبرة في مجال علاج المشكلات الأسرية الكبيرة والمعقدة ، وهذا كتاب يساعد الآباء فهم تربية الأطفال من خلال استراتيجيات لتنمية تفكير الأطفال ، ويوجد ملخص لهذا الكتاب في موقع بريني جايلد أو الطفل المفكر ويوجد ملخص )Brain Child (
هل نريد من أطفالنا كيف يعتمدون على أنفسهم في شرب الحليب أو الماء أو هل نريد منهم أن يفكروا قليلاً بثقافة أسرهم ، وهذا غير صعب ؟ لكن كيف نبدأ ؟ إيجاد بيئة ملائمة لراحتهم وسعادتهم كمطلب أساس في تربيتهم ورعايتهم ولكن ذلك ليس سهلاً عليهم إذ كيف يتقنون بما يختارونه ، ويمكن أن يعتمدوا على العوامل الخارجية التي تؤثر على إعاقة اختيارهم ، دعنا ننظر كيف ننحرف في تشكيل بيئة المنزل ( milieu ) بوجود هذه العوامل ونحن بصدد تعديل سلوكهم ، هناك ثلاثة سلوكيات للآباء تؤثر في اتجاهات الأطفال وفي سلوكياتهم : سلوكياتنا اليومية التي يشاهدوها فينا ، وموقفنا اتجاههم ، وعدم الثقة بهم
النموذج الخارجي لسلوكياتنا :
الطريقة التي تؤثر على نظرتنا لسلوكيات أطفالنا مهمة ، لأنا نرسم صورة لشعورهم من خلال تصرفاتنا التي يشاهدونها ، كيف نتصرف وكيف نشعر ؟ وكيف نفكر ؟ أطفالنا يرونا وبنظرة خاطفة من خلال ما تعكسه سلوكنا عليهم من الداخل فيتأثرون بهذا السلوك الذي يرغبون به أثناء نموهم الطبيعي ، عند عدم الاهتمام بهذا فان العامل الخارجي يؤثر على سلوكهم
الأشياء التي يجب أن نتجنبها :
محاولة تصنع صورة غير واقعية من السلوك
وإيجاد الظروف حسب استحسان ما ندركه
توقعات من التبادل والألقاب
الإساءة لمشاعرنا ( عدم تصديق ما ترجمه الشعور )
هذا السلوك يحتاج إلى توضيح أكثر ، وما يمكن فعله في الحقيقة مع تشجيع العامل الخارجي على الأطفال
قمع الشعور السلبي يعني إرسال رسالة إلى الأطفال مفادها " أن الشعور سيء ويجب عدم إظهاره " فلا يظهر الأطفال مثل هذا الشعور
الشعور غير المباشر ولغير الأطفال ، يعني إرسال رسالة لهم أن شعور الناس قد يكون خطأ
وهذا يعني أن يتعلم أطفالنا أن شعور الآخرين قد يوجه فكرهم وفعلهم وعليهم الخضوع لهذا الشعور
قد يقود هذا الشعور السلبي أطفالنا إلى أن العواطف غير الحقيقية ليس لها علاج
حالة ظروفنا مع الأطفال :
والزلة الأخرى للسلوك الاجتماعي هي سلوكنا المشروط مع أطفالنا ، وليس هناك قوة تقنع أطفالنا للنظر الظاهري أكثر من النظر الداخلي للعبارات ، هناك أمثلة على ذلك :
استخدام عبارات ملاطفة مع اللمس للتعبير عن حبنا لهم : كقولنا " أنا أحبك ولكن ... " ،" أنا أحبك إذا ....، " و " أنا أحبك متى ... "
إظهر حبك لهم ليعلموا أن هذا الحب يتفق مع الفعل السوي والجيد الذي نتوقعه منه
هذا الاعتقاد يجعلهم يعتقدون أن حبنا لهم بسبب أفضل من حبنا لهم كأفراد
عدم الثقة في أطفالنا :
ليس هناك ثقة بأطفالنا في اختيار ما يناسبهم ، وهذا الأمر يجعل الأطفال يعتمدون على الظروف الخارجية بدلاً من الاعتماد على انفسهم
كبح جماح :
إخماد روح الإبداع في أطفالنا
منع إتاحة فرص لهم في تجربة واكتشاف الظروف غير خطرة
رقابة الوالدين وسيطرتهم :
خلال القرون الماضية الوالدان يعملا ن غسيل مخ لاعتقاد أن أفضل طريقة لمساعدة الأطفال في بذل الرقابة باستخدام حجم وتجربة ما يمتازون به من صفات ليختار الأطفال ما يشاؤون بأنفسهم من صفاتنا
أمثلة للتعامل مع الطفل من خلال المواقف التي تبين سيطرة الوالدين :
إذا أذنب وأخطأ الطفل يقال له : كم أنت حقير ؟ هذا الأمر يجعل الأطفال يشعرون بالأثم ويجعلهم يفكرون إنا لا نحبهم
ولكن إذا قلت له : أنت شاطر وإذا كنت تحبني يجب عليك أن تبذل مجهوداً أكبر في المدرسة ، ( الطفل يشعر بالإحراج ويعلم أنه قد أخطأ )
أوه كم هو جميل أن أجهز لك وجبة الطعام للمدرسة غداً ، وأخدمك أكثر ، كأني خادم ( الفداء والتضحية )
ماذا يعني أنك رسبت بمادة الكيمياء ؟ ووالداك كيميائيين من أجل الرب ، لقد جئت عاراً لاسم العائلة ( الخجل )
هذه العبارات قد تنبه الأطفال للاعتماد على ذواتهم وتوجيهها نحو الأفضل ، وهذا يجعلهم يعتقدون ما هو الشيء الحسن الذي نريده فيهم أكثر مما يريدونه هم
لا تفكر دع ذلك لي ؟ الأب ( الأم ) يعلم أحسن
توجد ست حيل يستعملها الآباء ليخبروا أطفالهم كيف يفكرون ، كيف يتصرفون ، كيف يشعرون ؟ وعلى الرغم من أنا لا نستطيع وقف هذه العادات إلا أننا نجرب ما هو صالح لهم
1- النقد والسخرية :
هناك شكل من التقويم يرسل إشارة إلى الأطفال أنهم في طريق خاطيء قد يؤثر على ما تقرره أنفسهم ، لذا يعتقدون أن هناك أشياء تحل محل حبنا لهم ، وعليهم أن يعتمدوا علينا وعلى الآخرين ( الكبار ) لزيادة تحصيلهم الدراسي وتنمية ذاتهم
2- إصدار الحكم والتقويم :
حكمنا وتقويمنا يمثل ملاحظتنا ومواقفنا على أطفالنا مما يجعلهم يظنون أننا نفكر أفضل لهم وآراؤنا أحسن من آرائهم
مثال:
" مادة الكيمياء العضوية مات صعبة وقاتلة "
" أنت غير ماهر وبارع وهذا ليس عيبك ؟ "
التأكيدات نوع من التقويم أيضا أنظر إلى هذه الجملة :
" حسناً ، كنت قلقاً عندما كنت في المدرسة الإعدادية أيضا "
هذه العبارات ترسل رسائل للأطفال إذا كانوا ليسوا مثلنا فأنهم غير مرغوبين فيهم مما يجعلهم يصيبهم الإحباط وعدم الثقة بالنفس ، وعلينا أن نبين لهم أن هذه العبارات مجرد آراء وليس مرسوماً رسمياً محفوراً في الحجر
3- التأنيب والعقوبة غير المنطقية :
النقد والتوبيخ عبارة عن تحذير إلى اطفالنا عن الطريق الذي رسمناه لهم يأخذ صفة التأنيب القاسي وهو اعتراف أنهم وأخطأوا الطريق ، وقد يعكسوا شعورنا السلبي خاصة الغضب وخيبة الأمل
مثال : كيف تجرأ أن تتحدث معي بهذه النبرة من الصوت ، أيها السيد ؟
لم تأخذ القمامة إلى الخارج بعد ، لا أصدق أنك كسلان إلى هذه الدرجة ؟ ،
4- تلقين التفكير :
هذه الخطوات تحول عمليات تفكير أطفالنا إلى تفكير تلقيني أمثلة على ذلك :
" يجب أن تثق بنفسك لتحصل على درجات عالية في تقريرك "
" يجب أن تخجل من نفسك هذا أخوك شكل فريق كرة القدم بدون مشكلات "
هذا التلقين يجعل الأطفال ماذا يجب يفكروا ، بينما سيوقفون تفكيرهم كيف سيفكرون كيف سيشعرون ، من الأفضل اتباع ما يلي :
" لقد بذلت مجهوداً في حلقة المناقشة ، ليس بمستغرب ان تحصل على " امتياز " فما شعورك ؟
" لم تشكل فريق كرة القدم ، حسناً أنا أعلم أنك بذلت ما في وسعك ، ماذا تشعر ؟ هل ستحاول تشكيل هذا الفريق في الفصل الدراسي القادم ؟
كما ترى هذه الأمثلة تشجع أطفالنا على كيف يستخدمون مهارة الجدال ليدركوا عملية تقويمهم وحلهم للمشكلات ، وهذا لا يجبرهم على قبول آراء غير آرائهم
5- فوق الرقابة :
للتأكد في خلق الفشل في النفس فأننا نستخدم أساليب قسرية ( جبرية ) مثل الفرض والعقاب البدني والتهديد والإنذار
في الفرض والضغط نخبر أطفالنا كيف يديرون حياتهم ، أمثلة على ذلك :
" لا تنسى أدواتك ، بدلاً من هل نسيت شيئاً قبل أن يأتي باص المدرسة ؟ "
" عليك أن تلبس خوذة الرأس إذا ركبت دراجتك وأنت خارج ؟ بدلا من ركوب الدراجة بدون خوذة الرأس فأنه غير آمن "
" البس معطفك ، الجو بارد جداً في الخارج ، بدلا من المفترض أن تنخفض درجة الحرارة دون العشرينات بعد الظهر "
وكما ترى أن من السهل أن تخبرهم ماذا يفعلون لكن من الأفضل عليك أن تعطيهم الإرشادات والتعليمات لينموا مهارة الاعتماد على النفس حل المشكلات من خلال ما يمرون به من صعاب وتحديات وما يختارونه من آراء خاطئة
العقاب البدني لا يشجع على توجيه النفس ، يشعر الآباء ان التوبيخ والصفعة ( الضرب ) قد يجعل الأطفال مطيعين ويرسم على توفير السعادة معظم اليوم بينما يرى الآخرون فقد السيطرة والفشل في إيجاد البدائل ، هناك طريقتان :الأول أن العقاب حل لكثير من المشكلات والثاني : يخبر أطفالنا أنهم أناس حقراء ويجب السيطرة عليهم بسبب مشكلاتهم
التهديد والإنذار من أساليب الآباء للسيطرة على الأطفال :
" إذا لم تضع الفراش تحتك سوف تنام على الأرض لمدة شهر "
" هذه أخر مرة انذرك فيه ، إذا لم ترفع درجاتك في الفصل الدراسي القادم "
العقاب البدني يكره أطفالنا على معل ما نريد منهم ، وعندما نوجههم نحتاج أن نتركهم ليفكروا بينما كي يعتمدوا على أنفسهم ويوجهونها ننمي فيهم حسن التصرف وكيف يفكرون بأحسن طريقة
6- الإنقاذ :
من الشائع في المجتمع وعند الوالدين عدم تعرض الأطفال إلى التحديات وفك نزاعهم وانقاذهم من نتائج تصرفاتهم الخاطئة ، نفعل ذلك كي لا نكون مثل الآباء المهملين ولا نكون مزعجين ، ولا نتحمل أن نراهم يعانون او يتأذون ، ونتجنب عنهم المشكلات والنزاع
وإذا أجزنا لهم أن نتجنب عنهم عملية التفكير ، سوف نشجعهم على إخفاء الفشل فيهم فيكبر الأطفال ويعتقدون أن ليس هناك أمان لنجيب عن أسئلتهم بما يعانون لأننا لم نعطهم فرصة للتعبير مثال :
دعني اجعلك ترى كيف تكون ؟
هناك ثلاثة سلوكيات في هذا المجال : الضغط على الأطفال ليكونوا النموذج الذي نرسمه في ذهننا ، أو أن نقارنهم مع غيرهم ، أو نستخدم المعايير الدولية في تقييمهم
1- الضغط مع التعديل :
نحن نخضع لطبيعة أطفالنا ولكن نضغط عليهم ليتلاءموا مع الآخرين ، ونصر أن عليهم أن يلبسوا الملابس التي نحبها ونشتري لهم ما يضرهم أو لا ينفعهم
مثال:
لا يمكن أن تخرج هكذا لتبدو أمام الناس أضحوكة
لا تلبس هذا المعطف ( الصوف الكشميري ) مع هذه الملابس ليس هناك تلائم بينهما اذهب والبس القميص الأبيض
يجب أن نرض ما يحلو لهم ولأذواقهم ولا نفكر ونختار ما نريده لهم ، هذا يجعلهم يتأثرون بالعوامل الخارجية في صنع قراراتهم مستقبلاً
2- أسلوب المقارنة :
استخدام أسلوب الآباء أسلوب المقارنة من الأساليب للضغط على الأطفال وجعلهم أفضل في نظرهم
مثال:
لماذا لم تقدر أن تكون مثل الآخرين في اختيار فريق كرة القدم
اسمع هراء ( صوت) خلف الباب ، لا تكن مثله في إزعاج الآخرين
هذه المقارنات تجعل الأطفال شعورهم عن أنفسهم غير صالح وتالف ، وهذه المقارنة تجعلهم أننا لا نثق بهم وأن يكونوا أمل لنا مستقبلاً ، لذا يخاف الأطفال من تقويم أنفسهم ويجعلهم يعتمدون على العوامل الخارجية مثل آراء الآخرين ليقيمونهم
من المستحسن ان أن نقارن نحن بين أداءهم وتحصيلهم في الماضي بدلاً من الآخرين وهذا يدعهم يكتشفون التغيرات في أنفسهم ، عندما يتعلمون استخدام أنفسهم لقياس التحديات ويكونوا سادة انفسهم
3- الحيل والخدع :
هذه من أساليب الضغط على الأطفال لكي يفكرون ما نقرره عليهم ، وغير مهم هذه الملاحظات تحدث أم لا ؟ نحن نكون كباراً أو حكماء ، وسوف يفشل الأطفال ، وهذه امثلة :
" يا عزيزي ( Darling ) لا تستطيع أن تساعده ، أنت دائماً تكون قاريء بطيء ،
" أنت تمثل عقل الأسرة "
هذه الإشارات تكون مادة للاعتذارات والتبرئة للأطفال في المستقبل ، وسيصبحون قلقين ومشوشين حول حقيقة شخصيتهم ، يريدوا أن يعرفوا من هو بداخلهم
وهذه بعض التعميمات :
" أنت تفقد كل شيء ، سوف تفقد رأسك إذا لم تحافظ على أدواتك "
" أنت دائماً تضيع وقتك سدى "
" أنت دائما لم تحصل على الشيء الجيد "
تحمل هذه التعميمات معنى كلمات " أبداً " ، " دائما" وتجعل الأطفال ينزعجوا من انتقادنا لهم وتثير حفيظتهم ، ويفكرون أن هذه المواقف تجعل تفكيرهم وحركتهم سالبة وتمنعهم من التعرض إلى التحديات التي تواجههم في الخارج في عالمهم
هذه العادات السيئة تنتقل من جيل إلى جيل ، وتتأصل هذه العادات في الأطفال الذين يأخذونها بدورهم من الآباء ، وإذا فهمنا ردة أفعالهم السلبية ، وتعلمنا هذه البدائل تكون صلبة وراسخة مما يعنى تجاهلهم للرعاية الأبوية ، وعندما نفهم ما نقول إلى أطفالنا وكيف نتصرف حيالهم عندما نقرر ذلك بعد أن يكبروا وأن يفكروا بأنفسهم أو يصبحوا كالدمى ( puppets ) تحت رحمة ثقافة الاستهلاك أو سوء الاستعمال ، ونشكل خطوة أولى في بناء أفضل عالم للأطفال
16/1/2013