حقيقة أم خيال ؟ ألعاب الفيديو أداة تعليمية في المستقبل

[عباس سبتي]

حقيقة أم خيال ؟ ألعاب الفيديو أداة تعليمية في المستقبل
Fact or Fiction?: Video Games Are the Future of Education
بقلم / Elena Malykhina
12/9/2012
ترجمة وتعليق الباحث / عباس سبتي
مارس 2016

أكد بعض المعلمين على أدوات تعليمية ذات تقنية عالية القيمة ولكن القليل منهم من يعرف تأثيرها على عملية التعلم .
بما أن كافة الطلاب يعودون إلى المدرسة في أرجاء الولايات المتحدة فأنهم يجبرون على قضاء أقل الوقت أمام الأجهزة من أجل التسلية الرقمية المفضلة .

تلعب ألعاب الفيديو دوراً متزايداً في المناهج المدرسية حيث يسعى المعلمون تقديم الدروس الأساسية مثل الرياضيات والقراءة ناهيك عن مهارات جديدة مثل برمجة الكمبيوتر لتصاغ في اهتمامات الطلاب ، وبعض التربويين يأملون أن استخدام اللعب كأداة تعليمية في المستقبل والتي تسمح للطلاب اتخاذ دور نشط في عملية التعلم كي ينموا مهارات التكنولوجيا التي يحتاجونها لتحقيق النجاح في حياتهم الدراسية والمهنية .

قال " Osterweil Scot " مدير معهد " Massachusetts " للبحوث التكنولوجية : كيف أن ألعاب الفيديو تعزز عملية التعلم لدى الطالب ، وتصبح الألعاب أداة تعليمية مهمة عندما تدمج مع المهارات الأخرى وتتحول من عملية إلقاء المحاضرة إلى عملية التدريب .

مع ذلك هناك من يسأل عما إذا كانت زيادة الاعتماد على ألعاب الفيديو هو في مصلحة الطلاب مع الإشارة إلى أن هناك دليلاً ضئيلاً بأن لعبة الماهر تترجم إلى نتائج أفضل في الاختبارات أو تطور معرفي على نطاق واسع .
في العقد الماضي انشغلت المدارس في تحقيق المعايير الأساسية الوطنية التي تشير إلى ما يجب على الطالب اتقانه في اللغة الانجليزية والرياضيات في نهاية كل فصل ويستخدم الاختبار الموحد باعتباره وسيلة لمعرفة تقدم الطالب وهذه المطالب لا تؤدي إلى طرق التدريس الإبداعية التي تعتمد على ألعاب الفيديو كما اعترف " Osterweil Scot " ويضيف ومع ذلك أن الاتجاه المتزايد ضد الاستخدام المفرط ينظر إلى الاختبارات الموحدة هو بداية لتشجيع الإبداع .

نجوم اللعب :
اختبار الجهد والتعب مع استخدام الكمبيوتر الأكثر انتشاراً في الفصول الدراسية وخارجها واستمرار التجريب مع الألعاب كأدوات تعليم يشير إلى أن الألعاب تلعب دوراً في التعليم في المستقبل ، فقد عرضت مدرسة " The Quest to Learn public " في مدينة " نيويورك " لمحة في أن الألعاب لا تعني كيف يتعلم الطالب ولكن أيضا ماذا يتعلم ، والمعلمون في المدرسة يستخدمون مباديء تصميم ألعاب الفيديو لكتابة المنهج عندما تفتح المدارس أبوابها في عام 2009 ، وهذا المنهج يحتوي على رسالة ومهام تركز على التحديات متعددة الجوانب التي قد تكون الجواب الصحيح مما يتيح للطلاب اكتشاف الحلول المختلفة بجعل الخيارات كما قالت " Ross Flatt " المدير المساعد في المدرسة .

أكثر من ممارسة ألعاب الفيديو فان طلاب مدرسة " Quest to Learn " يتعرفون على أدوات تصميم اللعبة مثل " Gamestar Mechanic " وبرمجيات أخرى في الكمبيوتر ، وبعد النجاح في تحقيق الأهداف يمنح الطلاب على أدوات أخرى لتصميم ألعاب خاصة بهم .

عندما تنفذ ألعاب الفيديو التعليمية جيداً ، فأنها تزود الإطار الهيكلي للتعلم القائم على المشروع والبحث قال " Alan " مدير مؤسسة " E-Line Media" الناشر لألعاب الفيديو التي تتعاون مع جامعة " Arizona State " : الألعاب تنمي المهارات الضرورية السريعة التي تحدث في القرن (21) .

إن محو الأمية الرقمية وفهم كيف تعمل الأنظمة ( الكمبيوتر وغيره ) يصبح هاماً في عالم يبحث الطلاب عن الوظائف التي لم تظهر بعد قال " Gershenfeld Alan " الذي كتب في مجلة " American February Scientific " بشأن الألعاب المحتملة التي تحدث نقلة نوعية في مجال التعليم ، وأيضا عمال الغد سوف يغيرون وظائفهم لتتلائم مع الأجهزة الرقمية والتكنولوجية .

اللعبة المنهجية :
آباء طلاب المدارس يعرفون لعبة " Minecraft " وهي لعبة رقمية التي تنمي الخيال والإبداع عندما يبني اللاعبون تركيبات خارج نظام المكعبات ، أن لعبة " MinecraftEdu " هي نسخة معدلة من اللعبة التي يبتكرها المعلمون لتحقيق أهداف تعليمية يعلمون الطلاب مصطلحات رياضية تشتمل على المحيط ومجالات محتملة أخرى مثل اللغات الأجنبية ، ولعبة " SimCityEDU " هي نسخة معدلة من لعبة " city-building " الشعبية وهي عبارة عن أداة تعلم وتقييم طلاب المدرسة المتوسطة التي تغطي المواد : الانجليزية والرياضيات والمواد الأخرى التي يحتاجها الطلاب حسب المعايير العلمية التي يجب أن يتصف بها الجيل القادم .

إلى جانب عملية التدريس فأن ألعاب الفيديو تعرض معلومات مفيدة بشأن كيف يتعلم الطفل وكيف يظهر هذه المعلومات ، قال " Brian Waniewski" المدير السابق لمعهد اللعب المؤسسة غير الربحية التي تنمي مهارة حل المشكلات في اللعبة وتصميمها كنموذج للتعلم في المدارس الثانوية ، وتقدم هذه الألعاب التغذية الراجعة في مقابل الدرجات كي يعرف المعلمون هل يتعلم الطلاب من هذه الألعاب .

القيود :
مع كل هذا الحماس حول ألعاب الفيديو والتعلم فقد أشارت بعض الدراسات إلى ما إذا كانت هذه الألعاب تزيد من الأداء الأكاديمي و التحصيل الدراسي لدى الطلاب أم لا ؟ ، قالت الباحثة " Emma Blakey " في علم النفس التنموي بجامعة " Sheffield " بانجلترا : بما أنا نعلم أن الذاكرة تعد من مهارة معرفية حاسمة في عملية التعليم فان ممارسة الألعاب تتحدى هذه الذاكرة ونظرياً تؤدي في زيادة السلوك الصفي والمهارة الأكاديمية ولكن إجراء بعض الدراسات الإضافية قد تؤكد على صحة هذه الفكرة .

وجدت دراسة أجرتها كل من جامعة " Cambridge" وجامعة " York" أن ارتفاع درجات ممارسة اللعبة مع انخفاض مستوى الذاكرة لا يقدم مهارة كبيرة ، عمل الذاكرة هو النظام المعرفي المسئول لخزن مؤقت للمعلومات نحتاجها لدعم الأنشطة اليومية المستمرة مثل حجب ا لأصدقاء في بعض المواقع ، وتشير الدراسة إلى ظهور التحديات التي يواجهها الطلاب ما بين السابعة والتاسعة من العمر وإلى السن (25) عند ممارسة الألعاب بخصوص عمل التذكر أو ما يسمى بطريقة " CogMed" ، ودرس الباحثون ما إذا كانت ممارسة الألعاب الصعبة بكثرة تحسن الأداء على المقاييس الإضافية لعمل الذاكرة وتنمية بقية المهارات الأخرى في المواد : الرياضيات ، القراءة ، الكتابة ومتابعة الشرح في الفصل ، وخلصت الدراسة إلى أن تمرين الدماغ أثناء اللعب يحسن أداء الطلاب في نفس اللعبة .

لا ينبغي أن ينظر إلى هذه الألعاب أنها تصلح النظام التعليمي بسرعة قال " Waniewski" وأنها تبدو كهبة من السماء ، وأن جيل الكتاب الرقمي يقلل من الاعتماد على المصادر البشرية ، وأن الألعاب وحدها لا تجعل المدارس فعالة والاستغناء عن المعلمين أو تقدم كمصدر تعليمي إلى كل الطلاب .

أضاف " Waniewski " الألعاب لا تصبح كخيار مكلف للمدارس مع ميزانية قليلة والكثافة الطلابية في الفصول ، أن الألعاب تتطلب أجهزة الكمبيوتر واللابتوب وبقية الأجهزة وخدمة الانترنت ، وكذلك الحاجة إلى تدريب المعلمين ، وأن صياغة منهج مدرسي يكلف الملايين من الدولارات مع الدعم المستمر .

أن التوسعة باستخدام الألعاب تحتاج إليها التربية في المستقبل وإذا كان هناك دليل في الحاضر على تبني المعلمين لهذه الألعاب ،في الحقيقة المعلمون يستخدمون الألعاب في الفصل كجزء من المنهج ولو مرة في الأسبوع وفقاً لدراسة وطنية أجراها الباحثون في مركز " Joan Ganz Cooney " في يونيو لسنة 2012 .

ربما هناك تأثير كبير لهذه الألعاب على الطلاب الذين لا يستجيبون لطرق التدريس التقليدية ، وقد تم استطلاع آراء المعلمين حيث أفاد نصف عددهم انخفاض أداء الطلاب الذين استخدموا هذه الألعاب ، ويعتقد المعلمون بقدرتهم على بذل جهدهم لتعليم طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة

تعليق:
صحيح أن ألعاب الفيديو تصلح لتكون أداة تعليم وتعلم ولكن تطبيق أسلوب التعلم القائم على هذه الألعاب يحتاج إلى مال وجهد متواصل وتدريب المعلمين وتغيير في المناهج الدراسية وبالتالي لا بد من إعادة النظر في صناعة وتصميم الألعاب كي تحقق المهارات التعليمية الجديدة التي يحتاجها النظام التعليمي ، ومع ذلك لا يعني أن لا يمارس الطلاب الألعاب العنيفة التي تضرهم وتؤثر على تحصيلهم الدراسي خاصة إذا مارسوها في أوقات الفراغ إلا أن يتعودوا على الألعاب التعليمية التي يمارسونها في المدرسة .