طلب اوباما بتجميد الاستيطان الاسرائيلي يثير غضب اسرائيل !!!
القدس / رفضت اسرائيل الاحد الإذعان لدعوات الولايات المتحدة لها الى تجميد كل النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية, ووصفت تلك المطالب بأنها غير عادلة, ما يثير توترات بين الدولتين الحليفتين.
وقال وزير النقل الاسرائيلي اسرائيل كاتز القريب من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الاحد في تصريح لاذاعة الجيش الاسرائيلي اريد ان اقول بوضوح شديد ان الحكومة الاسرائيلية الحالية لن تقبل بأي حال من الأحوال تجميد النشاطات الاستيطانية المشروعة في +يهودا والسامرة (الضفة الغربية).
وقال مسؤول اسرائيلي بارز في تصريح لوكالة فرانس برس ان واشنطن بضغط من اوباما --الذي وعد بدفع محادثات السلام في الشرق الاوسط في اطار نهج مختلف في المنطقة تطالب حليفتها بمطالب غير عادلة.
واوضح هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان الاميركيين لم يطالبوا الفلسطينيين بعمل اي شيء, ولكنهم يطلبون من اسرائيل اتخاذ خطوات تعد تضحية حقيقية. هذه المطالب غير عادلة.
واضاف ان الفلسطينيين يتخذون موقفا سلبيا. فهم ليسوا مستعدين حتى للقاء الجانب الاسرائيلي وأبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) يريد من الاميركيين ان يفعلوا كل شيء.
من جانب آخر, دعا الرئيس عباس اسرائيل الى وقف الاستيطان تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقال عباس, الذي التقى اوباما الاسبوع الماضي بعد عشرة ايام من لقاء نتانياهو وأوباما, في تصريحات عقب لقائه العاهل الاردني الاحد ان على الجانب الاسرائيلي التزامات, منها وقف الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي وغير ذلك.
وعما اذا كان طلب من الادارة الاميركية الضغط على اسرائيل من اجل وقف الاستيطان, قال عباس ان المسألة ليست التزام او عدم التزام, كما انه ليس هناك شروط مسبقة فعندما نقرأ خطة خارطة الطريق, نجد ان هناك التزامات على الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني, مشيرا الى ان هذا كله يستوعبه الأمريكيون وطالبوا الإسرائيليين بتنفيذه.
في المقابل, لم يتطرق نتانياهو الى المسألة في مستهل جلسة الحكومة الاسبوعية.
لكن رئيس الحكومة الاسرائيلية استبعد تخفيفا فوريا للحصار على قطاع غزة موضحا ان لإسرائيل اولويات اخرى في الاراضي الفلسطينية غير تحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع.
ونقل مسؤول كبير عن نتانياهو قوله خلال مجلس الوزراء الأسبوعي يطلبون منا تحسين ظروف حياة السكان وافساح المجال امام المواد الغذائية والتجهيزات للدخول, لكن لدينا اولويات اخرى في قطاع غزة.
وطالبت ادارة اوباما اسرائيل بوقف كل النشاطات الاستيطانية بما في ذلك ما يسمى توسيع المستوطنات بسبب النمو الطبيعي, الامر الذي يتيح توسيع المستوطنات لاحتواء الإعداد المتزايدة من السكان.
وأثار الحديث الصريح في شكل غير معتاد عن احدى العقبات الرئيسية في عملية السلام في الشرق الاوسط, مخاوف في اسرائيل من ان تمارس الحكومة الاميركية الضغوط على الدولة العبرية في اطار سياسة امريكية جديدة تجاه العالم الاسلامي.
وقال وزير الداخلية ايلي يشائي من حزب شاس المغالي في التشدد هذا مطلب لا يمكن للحكومة والشعب قبوله.
بدوره, قال اسحق هرتزوغ وزير الشؤون الاجتماعية من حزب العمل (يسار وسط) الذي يعد الأكثر ليبرالية في حكومة نتانياهو ان على المرء ان يفهم ان هناك أوضاعا مختلفة داخل المستوطنات. من الخطأ القول ان الصورة بيضاء او سوداء او خطأ وصواب.
وقال مسؤولون إسرائيليون ان ادارة اوباما لم تقل انها ستفي بالتزاماتها الواردة في رسالة أرسلها الرئيس السابق جورج بوش الى رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون في 2004.
وقال بوش في تلك الرسالة انه نظرا لوجود كتل استيطانية اسرائيلية كبيرة في الضفة الغربية, فان من غير الواقعي ان نتوقع من اسرائيل الانسحاب في شكل تام من تلك الاراضي في اطار خطة سلام نهائية.
واضاف كاتز ان هذه الادارة (اوباما) لم تعترف بعد بالترتيبات بين الحكومة الاسرائيلية وإدارة بوش. انه امر مقلق ويثير مخاوف حول الترتيبات المقبلة.
وذكر الوزير ان ارييل شارون فكك مستوطنات (في قطاع غزة) وتلقى رسالة بوش واليوم الادارة الاميركية ترفض الاعتراف بهذه الرسالة, ولهذا السبب على الحكومة ان تكون الان اكثر حذرا وان تعلم بان حماس ستكون المستفيد من اي انسحاب من يهودا والسامرة.
ويعيش اكثر من 280 الف اسرائيلي في المستوطنات اليهودية المنتشرة في انحاء الضفة الغربية التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967. ويعتبر المجتمع الدولي كل المستوطنات الاسرائيلية غير شرعية.
وأفاد تقرير نشرته الاحد حركة معارضة للاستيطان ان نحو نصف الاراضي التي بنيت عليها مستوطنات عشوائية اسرائيلية في الضفة الغربية تعود الى فلسطينيين.
وبحسب تقرير حركة السلام الان فان 44% من الاراضي التي تقوم عليها مستوطنات عشوائية أصحابها من الفلسطينيين. و80 من المستوطنات العشوائية المئة الموجودة تقوم جزئيا او في شكل كامل على أراض خاصة فلسطينية بحسب التقرير.
واضافة الى المستوطنات, يدور خلاف حاد بين واشنطن واسرائيل حول اقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل, بعدما اكدت ادارة اوباما مرارا التزامها هذا المبدأ في حين يرفض نتانياهو حتى الان اعلان موافقته عليه.
المصدر : وكالة الانباء الفرنسية