بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
!! ترى .. هل أنت من أصحاب يوسف !!
نعم .. إنه نبي الله الكريم عليه السلام
سبحان الله
تخيلوا معي .. شاب جميل الوجه وسيم الطلعة فاتن الملامح ذكي جدا ورائع في كل شي
وبالإضافة إلى كل هذا .. فهو.. حيي تقي
نعم فقد تمنى السجن والانعزال عن الدنيا و متاعها .. بل و كان هذا أحب إليه من أن يفعل شيئا يغضب الله
!! أي قلب ذهبي يملك !!
!! وأي روح شفافة هذه !!
!! وأي عقل راجح يفكر !!
يا الله .. كم تتمناه كل فتاة تحب الله .. وكم هو مثال رائع لشباب يفتقر إليهم هذا الزمان
!! ولكن !!
!! ألا يوجد له أصحاب !!
!! ألا نشاهد له ظلالا !!
!! ألا يتشبه به الغلمان !!
بلى .. وهم حولنا فدعونا نحاول أن نراهم وهيا معنا لنقشع الغبار الذي تراكم على أعيننا
فجعل الغشاوة حجابا أسود منعنا من رؤيتهم
.
.
الوتد الحي
هو لا يريد أن ينام
إنه يرتاح و باله غير مرتاح
إنه قلق فربما فاته الميعاد
خائف أن يتأخر عليه
ورغم كل الترتيبات والتنبيهات .. لم يستفد من أي منها
لأنه بكل بساطة.. استيقظ قبل الموعد بلحظات ليست بالقليلة
أسرع و قفز من الفراش الدافئ و تهيأ للخروج وأسرع يهرول
الآن الآن الموعد .. تسارعت دقات قلبه وتلاحقت أنفاسه وهي تختطف الهواء البارد الذي أسعده أن يجول بصدره
وأخيرا وصل قبل انطلاق الأذان ( أذان صلاة الفجر )
احتضنه المسجد وابتسمت له الأركان وضحكت له القبلة وسعد بوجوده الجيران فهو من أوتاد المساجد ثابت على الإيمان
إنه دائما أول من يصل وأول من يراه المؤذن عندما يرفع يديه لينادي بصوته الرنان
( الصلاة خير من النوم .. الصلاة خير من النوم )
شغل قلبه بانتظار حبيبته ولم يحب إلا الصلاة
إنه من أصحاب يوسف
!! فهل لا زلتم نائمين !!
.
.
الأعمى
آه أيها الأعمى
إنه لا يراهم ولا يستطيع أن يرى ما يفعلون
إنه لا يعرف ما يشاهدونه على تلك الشاشة
إنه لم يفتن بالنساء العاريات
إنه لم ينشغل بعيون الفتيات
إنه لم يسر في واد الذكريات مع الحبيبات
إن تكلمتم معه تعجبتم
وإن استمعم له تأثرتم
كيف تعلم وهو أعمى ؟؟ وكيف أصبح حكيما بلا خبرة !!
ما لم تعرفوه .. أنه .. الأعمى البصير
فهو أعمى بإرادته، أعمى برغبته، أعمى بهدف نبيل
لا تتعجبوا .. فهو يملك زمام جفنه يرخيه على مقلتيه في الوقت المناسب
فتحترق كل محاولات إبليس
إنه يعرف كيف يصرف نظره
إنه يرى كل شيء إلا الحرام
ولم يفلح الشيطان في أن يسرق منه نظرة
!!لأنه مشغول بذكر الله!!
ستعرفونه عندما ترونه يسير في الطريق مرفوع الرأس بعزة الإسلام
تبتسم عيناه وهو لا ينظر إليك .. يعرف طريقه ولا يرفع نظره
لا لذل ولكن لأنه الأعمى البصير
!!ولأنه.. من أصحاب يوسف!!
.
.
!! العندليب يغنى !!
!! هل هو يغنى !!
كل يوم يذهب إلى الجامعة ليس وحيدا لكن الجميع يراه أحيانا وحيدا
يقف ينتظر بالطريق ويهز رأسه وهو مستمتع و سعيد وأحيانا يكون حزينا !!
وكان الفضول يجر أصحابه إليه والكل يود أن يعلم
بأي أغنية يتمتم ذلك الشاب الحزين !!
إن الأمر محير إخواني !! .. لمن يغنِّ القلب الحزين !!
بل لماذا تتوقف شفتاه عن التغني ولماذا يخفي الحنين !!
هل هو يغني للحبيبة !! أم يغني للمحبين !!
ولماذا لا تشركنا معك !! ربما يخف الأنين!!
وأخيرا نجح زميل له وتسلل من خلفه ليسمع غناءه ويكشف سره
إنه يقترب خطوة خطوة بهدوء وفجأة
أحس أن جسده يرتجف وأطرافه تتجمد وجف حلقه وتخشب لسانه ووقف كالتمثال يسمع والكل يترقب عودته بالخبر اليقين
طال انتظارهم فالتفت إليهم وعاد بخطى خجولة ليحكي لهم نتيجة تجسسه أن العندليب يتغنى ( بالقرءآن )
!!كم هو جميل صوته!!
!!وكم هي رقيقة همساته!!
.
.
!! هل أنت من أصحاب يوسف !!
سؤال لابد أن تسأله لنفسك
إليك الإجابة
إن كنت تسرع بإدارة وجهك أمام الشاشة عندما تقفز منها الفتنة متجسدة في أغنية خليعة
!!فأنت من أصحاب يوسف!!
إن كنت تفضل أن تنتظر أو تصعد السلم بدلا من مصعد بيتك لأن فيه جارتك وحدها
!!فأنت من أصحاب يوسف!!
إن كنت تسرع بغلق سماعة الهاتف حين تهتز بصوت خليع ليس له هم إلا التلاعب بدقائق تمضي لتقربنا من القبر
!!فأنت من أصحاب يوسف!!
إن كنت تدق باب زميلك وتقف غاضا لبصرك حافظا لحرمة أهله
!!فأنت من أصحاب يوسف!!
إن كنت طبيبا يفتح عينه فيرى الله بقلبه قبل أن يرى جسد مريضته
!!فأنت من أصحاب يوسف!!
إن كنت لاتسرع بالخطوات خلف الفتيات وتلاحقهن بالنظرات وتلاطفهن وتخدعهن بالكلمات
إن كنت تعرض عن هذا
!!فأنت من أصحاب يوسف!!
اسأل نفسك ..
!! ترى .. هل أنت من أصحاب يوسف !!